سورية وحكايات الشقاء
سورية وحكايات الشقاء
ملحق سورية الجديدة /> عبير داغر اسبر عبير داغر اسبر، كاتبة ومخرجة سورية 01 يوليو 2025 سوريون في القامشلي يتضامنون مع ضحايا التفجير في كنيسة مار الياس (22/6/2025 فرانس برس) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - حادثة تفجير كنيسة مار إلياس تعكس تدهور التعايش وتصاعد خطاب الكراهية والانقسام المذهبي في سوريا، مما يستدعي نقاشات صريحة حول الطوائف والمذاهب لمواجهة محاولات تعميق الشقاق.- الصراعات الدينية والمذهبية جزء من تاريخ طويل من العنف، ويجب مواجهتها بشجاعة ورفض استغلالها، مع الاعتراف بالحقائق بشجاعة وأخلاق.
- رغم الصعوبات، يبرز الناس العاديون كحكايات مضادة، يعيشون ويتعايشون رغم الإحباط، مما يعكس قوة الإرادة والصمود.
إن كان هناك من مرتجى أو أمل من حادثة تفجير كنيسة مار إلياس، فهو أنها لم تعفِ سورية من الخوض في حواراتها المؤجلة، فها هي من جديد تعود إلى فتح تلك الملفات الزلقة، المربكة، والمسببة للإحراج وللخجل. ها نحن نُسمّي طوائفنا بعُريها، بأسماء مواطنيها، ها نحن نعود إلى فتح ملفاتٍ على آخرها عن الداعشية والإسلام السياسي، عن حركات التكفير. ها نحن، وكما يجب أن نفعل، نفتح جراحنا الملضومة على عجل، بنزيزها وصديدها وقيحها، الذي إن لم يُفتح للهواء ليتنفس، سيُبتر في هذا البلد ما سيُبتر. يظن بعضهم أن حديث الطوائف والمذاهب والأديان مستجد، لكنه لطالما حضر بآليته صراعه منذ وُجد المؤمن واللامؤمن، منذ وُجد المصدّق والمكذب، منذ حضر الرسول والمشعوذ، فحديث الأديان وخلافاتها لم يكن يوماً ورديّاً، بل أقحوانياً، حارّاً بدمائه. واليوم، ومع مقاربتنا الحداثية، بتنا نستهجن ذاك الحديث، نتحاشاه، وقد نخجل منه. أحبّ أن أكون، مثل كثيرين، غير مضطرّة لإعادة تعريف البديهيات، وشرح المشروح، وإرساء القائم منذ وُجدنا ووُجدت الأخلاق. لكن ما لم ننتبه له أن سورية اليوم آتية من خراب عتيق، من تراكم انهيارات معلقة بشبكة خيوط عنكبوت هشّة، لكن خبيثة. نحن، من دون أن نبكي أطلالنا، ولا ننزع إلى اللطم والعويل والنواح، آتون من لحظة خراب كبرى، لم نغادرها
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على