حرب بلا دخان الذباب الإلكتروني سلاح ضد الاستقرار
حرب بلا دخان... الذباب الإلكتروني سلاح ضد الاستقرار
ملحق سورية الجديدة /> ميسون محمد ميسون محمد: كاتبة سورية 01 يوليو 2025 | آخر تحديث: 10:24 (توقيت القدس) (مروان قصاب باشي) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - بعد سقوط النظام في سوريا، ظهرت تحديات جديدة مثل غياب خطاب وطني جامع، مما أتاح لقوى داخلية وخارجية التنافس على تشكيل الرواية الوطنية، حيث نشط الذباب الإلكتروني لتشويه الحقائق وبناء روايات متضاربة.- يعمل الذباب الإلكتروني على تأجيج الهويات الطائفية والعرقية، محولاً النزاع إلى صراعات هوياتية، مستغلاً ذاكرة الألم الجماعي والمظالم التاريخية، كما حدث في أحداث الساحل السوري في مارس 2025.
- يتجاوز دور الذباب الإلكتروني استهداف الرواية إلى تشكيل مزاج جمعي سلبي، مما يقوض البدائل ويمنع تخيل وجودها، مما يستدعي استراتيجيات واعية تشمل إعلاماً مستقلاً وتعليماً نقدياً.
لم يكن سقوط النظام البائد في سورية مجرّد نهاية لحقبة استبدادية، بل بداية لمرحلة حسّاسة افتقر فيها إلى خطاب وطني جامع، ما أفسح المجال أمام قوى داخلية وخارجية للتنافس على تشكيل الرواية، كل منها يسعى إلى احتكار سردية المرحلة، وفرض تصوّراته للشرعية والمستقبل، وفتح المجال رحباً للعبث بالرأي العام، وحرف مسار اهتمامه إلى موضوعات وقضايا قد لا تكون صحيحة، وإن كان فيها بعض الصحة، فهي ليست أولوية.
في هذا المشهد المبعثر، نشط الذباب الإلكتروني (وهو مصطلح يُستخدم لوصف حسابات التواصل الاجتماعي المزيفة أو الآلية، مثل الروباتات)، كمشروع مضاد، ليس لمجرّد تشويه الحقائق، بل لبناء رواية نقيضة تنسف إمكانية التفاهم الوطني، وتُعيد إنتاج الانقسام بأدوات رقمية. فالرواية، في هذا السياق، ليست وصفاً للأحداث، بل أداة استراتيجية لإعادة توجيه الإدراك الجمعي، وإيجاد واقع بديل تتشكل فيه الهوية، والانتماء، على أساس المصالح السياسية للقوى المسيطرة على الفضاء الرقمي.
يعمل الذباب الإلكتروني هنا بطريقة مركبة، فهو لا يُقدم سردية واحدة، بل يضخ روايات متضاربة، تزرع الشك وتُغرق الجمهور بتعدد التفسيرات، فتُصبح الحقيقة ضحيةً بين التشكيك الممنهج والتكرار المضلل. وبدل أن يكون المواطن فاعلاً في رسم
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على