خالد عزب العمارة ورسائل السلطة في مصر
خالد عزب.. العمارة ورسائل السلطة في مصر
كتب /> ياسر سلطان ياسر سلطان: كاتب من مصر. 01 يوليو 2025 + الخط -يقرأ الأكاديمي والباحث المعماري المصري خالد عزب (1966)، كيف تغيّر موقع السلطة ومقرّها في مصر بتغير القوى الحاكمة، فلم تكن التحوّلات في أماكن الحكم من القلعة إلى القصور الرئاسية مجرد تحولات جغرافية أو عمرانية، بل كانت في جوهرها إشارات إلى تغيّرات عميقة في بنية السلطة وعلاقتها بالمجتمع. تشكل هذه التغيرات مادة كتابه السلطة والعمارة في مصر (دار الشروق، 2025).
يقارب المؤلّف العمارة بوصفها تجسيداً ملموساً لفلسفة الحكم، وبوصلة لتحولات الهوية السياسية والثقافية في مصر عبر العصور. ولا يكتفي بسردٍ تاريخي تقليدي عن القصور والمساجد والمآذن، بل ينفذ برؤية مؤرخٍ معماري إلى عمق المعاني التي تنطوي عليها البنى المعمارية، ويربطها بالسياق السياسي والاجتماعي الذي نشأت فيه. ويرصد أيضاً كيف كانت العمارة دائماً انعكاساً لطبيعة السلطة، وآلية تمثيلها لذاتها أمام المجتمع منذ الفتح الإسلامي وحتى العصر الحديث، فبينما عبّرت قلعة صلاح الدين، التي بُنيت في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي، عن سلطة محصّنة ذات طابع عسكري، جاء قصر عابدين الذي شيّد عام 1863 ليشير إلى انتقال السلطة إلى مركز مدني أكثر انفتاحاً، وإن ظل حبيس الطابع الاحتفالي الفخم.
رمزية الحكم
ينتقل عزب بين العصور المختلفة، ويربط من خلالها بين المعمار من جهة والسلطة السياسية من جهة أخرى. ففي العصر المملوكي، مثلاً، ارتبطت العمارة الدينية ارتباطاً وثيقاً ببنية الحكم، فالمساجد كانت مؤسسات سياسية بقدر ما كانت دينية، والمدارس تُعزز حضور الدولة في النسيج الاجتماعي. وتبلغ هذه العلاقة ذروتها مع مسجد السلطان حسن، الذي انتهى العمل به في ستينيات القرن الرابع عشر الميلادي خلال حقبة المماليك البحرية، إذ يراه المؤلف تتويجاً لخصوصية المعمار المصري، وتعبيراً عن القوة المركزية للدولة آنذاك.
أما في العصر الحديث، فإن قصر الاتحادية الذي يعود بناؤه إلى عام 1910 قبل أن يُهجر لفترة طويلة ثم يتخذه الرئيس السادات قصراً رئاسياً، تعكس رموزه البصرية المستلهمة من العمارة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على