الردة في السودان إلى منصة 1989
الردّة في السودان إلى منصّة 1989
آراء /> عمر العمر كاتب وصحفي سوداني 11 فبراير 2025 alt="كاريكاتير انقلاب السودان / حجاج"/>+ الخط -من بين فرث هذا المخاض العسير المشرّب بالدم والدموع في السودان، يتخلّق جنين مشوّه القسمات. من بين براثن العنف، الأنقاض والحطام والغبار، يتشكّل غدٌ غير مؤطّر الأبعاد. تلك صورة يعتصرها ارتجاج الأحداث داخل رحم المشهد السوداني الراهن. تؤكّد خريطة الاقتتال تقهقر الجنجويد أمام تقدّم الجيش وحلفائه. لكن هذا التقدم إن رجّح موازين القوى لصالح الجيش فإنه لا يُطمئن بنهاية القتال، فانحسار المعارك لا يعني إحلال السلام، كما قال الجنرال جياب أيقونة حرب فيتنام. جيوب الإنتشار ومواقع التمركز توضّح أننا مقبلون على مرحلة اقتتال الجبهات المتنقلة والبؤر المتفجّرة على امتداد خريطة السودان. تلك حلقة مجهولة الأمد، ما يعني إطالة أوان هذه الحرب اللعينة. الصبر ظلّ السلاح المشترك. الآن، فُتحت جبهات القتال بالألسن مبكراً من أجل حصد الغنائم!.
***
حتماً يطول الجدل من المنظور العسكري في شأن الاستراتيجية والتكتيك من حيث النجاح والإخفاق، فممّا لا شك فيه ارتكاب قادة الجيش خطايا فادحة في ما يتصل بتقدير المواقف إزاء بناء المليشيا وتسعيرها. كما أن حماقات الجنجويد دفعتهم إلى الانتشار على رقاع متباينة المسافات من الوطن. وفي سياق انتهاج تكتيك الإنهاك المتبادل، أفلح الجنرالات في استنزاف الجنجويد، وتلك ميزة منحت الجيش فرص التحشيد، استجماع القوة، استتفار الكتائب، استزادة السلاح. بعدئذٍ أمسى الجيش قادراً على المبادأة والمباغتة. هكذا جاء تقدّم الجيش مقابل انسحابات (هزائم) الجنجويد. وفي غياب القدرة على الحسم النهائي، تطول عذابات الشعب ويستمر التدمير، فلا يزال الرهان واهناً على مؤشر إلى سكون العمليات العسكرية.
***
من الرؤية الفكرية، لا يمتلك الجنجويد أيديولوجية أو عقيدة عسكرية تعزّز مغامرته القتالية. لذلك ينطبق عليهم مقولة الجنرال الفيتنامي إذا قاتل المرء من أجل النهب والاغتصاب يُصاب بالإنهاك إذا امتلات جعبته أو شهوته، فما بالك إذا لم يعد يجد ما يُسلب أو يُغتصب. فهو حطام على ركام حطام يواجه مشقّة في التزوّد
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على