مشاريع الترجمة في سورية ارتجال معرفي وتهميش مؤسسي
مشاريع الترجمة في سورية.. ارتجال معرفي وتهميش مؤسسي
آداب /> محمد صارم 30 يونيو 2025 رجل يتصفح كتاباً في مكتبة بدمشق، 26 يناير/كانون الثاني الماضي (Getty) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - تشهد الكتب المترجمة إلى العربية إقبالاً كبيراً، مما يبرز دور الترجمة في تشكيل الوعي الثقافي السوري، رغم التحديات الاقتصادية والثقافية التي تواجهها.- أطلقت وزارة الثقافة السورية مشروعاً وطنياً للترجمة في 2017 لتعزيز الترجمة من سبع لغات، لكنه يعاني من نقص التمويل والدعم، مما يؤثر على جودة الترجمات.
- يواجه المترجمون السوريون تحديات اقتصادية تدفعهم للهجرة، مما يؤثر على جودة الترجمة، وتضطر دور النشر للاعتماد على لغات وسيطة، مما يفقد النصوص جزءاً من معناها.
لعلّ من المفارقات الكبرى في الحياة الثقافية المعاصرة ما يشير إليه أصحاب دور النشر السورية، من أن الكتب المترجمة إلى العربية من لغات أخرى تحظى، في غالب الأحيان، بإقبال جماهيري يفوق نظيراتها من الكتب المؤلفة محلياً والصادرة عن كتّاب محليين أو عرب.
وبعيداً عن تحليل الظاهرة، أو استعراض أسبابها، يمكن القول، والحال هذه، إن الترجمة إلى العربية تجاوزت كونها أحد العناصر الرئيسة الفاعلة في صناعة الكتاب السوري، لترتقي إلى مصاف العوامل المؤثرة بقوة حضورها المتزايد في تشكيل الوعي العام، وتخوم الثقافة المحلية. فلم تعد الترجمة مجرد نافذة على العالم الخارجي، بل أصبحت ممراً حصرياً للدخول إلى العالم والانسجام معه، بوصفه عالماً واحداً ومتعدداً في آن، وهو ما يضفي وجاهة على مقولة جوزيه ساراماغو الحائز جائزة نوبل: الأدب المحلي يكتبه الكاتب، أما الأدب العالمي فيكتبه المترجمون.
ولا يمكن النظر إلى أهمية الترجمة، سواء في تكوين المشهد الثقافي السوري، أو في محددات طباعة الكتاب، بمعزل عن جملة العوامل المؤثرة في صناعة الكتاب السوري عموماً، ومن أبرزها تردي الوضع الاقتصادي، وتراجع القدرة الشرائية، وانكماش دور الثقافة أمام أولويات البقاء والعيش، في ظل واقع يضجّ بمزيج متراكم من الدمار الاجتماعي والإنساني.
غياب مشروع وطني للترجمة سببه قصور السياسات الثقافية
وقد سبق لوزارة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على