سمك مالح هنا وهناك

٥ مشاهدات

سمكٌ مالح هنا وهناك

زوايا

معن البياري

/> معن البياري رئيس تحرير العربي الجديد، كاتب وصحفي من الأردن، مواليد 1965. 28 يونيو 2025 alt="كاريكاتير مؤسسة غزة الانسانية / حجاج"/>+ الخط -

الذائع أن حاسوباً خاصاً في رئاسة الأركان الإسرائيلية يختار مسمّيات العمليات العسكرية عندما يبدأ بها جيش الاحتلال، بعد أن يُغذّى بمعلوماتٍ لازمةٍ عن طبيعة كل حربٍ وأهدافها. وليست مؤكّدةً، أقله لكاتب هذه المقالة، صحّة هذا الكلام، لكنّ هذا ليس مهمّاً، فالأهم أن التسميات التي تُخلع على الاعتداءات المتتالية التي تُواظب الدولة العبرية على اقترافها غالباً ما تُحيل إلى ما هو توراتي وديني يهودي (عناقيد الغضب ضد لبنان في 1996 وعربات جدعون في غزّة أخيراً)، ويحدُث أن تؤشّر إلى الطبيعة (البرق في غزّة 2006)، ويحدُث أن يكون كيفما اتفق، أو ساخراً (الزفاف الأحمر قتل القادة العسكريين في إيران أخيراً). ... ولكن، من أين جاءوا باسم السمك المملّح الذي كشف عنه جندي إسرائيلي لصحيفة هآرتس، في تحقيقها الذي أكّد ما هو مؤكّد، أن قتل الغزّيين عند نقاط توزيع بعض المؤن في مركز للمؤسّسة الأميركية المشبوهة مأمورٌ به، ويُقترَف عمداً؟ ولئن كانت الترجمة تذهب إلى السمك المالح أحياناً، فإن المقصود، على ما يُفهم، هو الفسيخ (الجافّ الذي يُحتفظ به مدّة مملّحا)، ومن عاداتٍ تكاد تغيب أن يحضُر هذا السمك في فطور يوم عيد الفطر، وإنْ يؤكَل في أي وقت.

كأنها واحدةٌ من نوبات العبث التي يحترفها رؤوسُ العدوان ومجرمو الحرب الحاكمون في دولة الاحتلال، فليس من مجازٍ أو استعارةٍ أو كنايةٍ أو أيٍّ من بلاغات القول، في تسميتها سمكاً مالحاً عملياتِ القتل بتعليماتٍ من قيادات جيش الاحتلال لجنوده، بأن يفتحوا النار على جموع الغزّيين غير المسلّحين، لإبعادهم عن مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، رغم أن لا تهديد منهم. وحسناً صنع صاحب التحقيق في الصحيفة أنه ذكّر بأن هذه ليست المرّة الأولى لتعليماتٍ مثل هذه، فمألوفٌ هذا في الجيش الذي يواظب قادتُه على الكذب عن طهارة السلاج في أيدي جنوده وضبّاطه. تُراهم، أولئك،

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم