العنف يضرب من جديد
العنف يضرب من جديد
/> سلوى زكزك مدوّنة سورية تقيم في دمشق. تكتب مقالات وتحقيقات صحافية. وصدرت لها ثلاث مجموعات قصصية. تكتب في مواضيع النسوية والجندر وتهتم بقضايا العنف الاجتماعي. 27 يونيو 2025 + الخط -كانت لحظة غادرة، اجتمع المصلون في كنيسة أرثوذكسية في حي شعبي في مدينة دمشق. ليدخل انتحاري جهادي إلى الكنيسة أثناء الصلاة ويفجر نفسه في المكان المقدس المكتظ. بلغ عدد الضحايا ثلاثة وعشرين ضحية، رجلان قررا في لحظة استحقاق إنساني أن يرميا بنفسيهما على الإرهابي المتزنر بحزام ناسف في محاولة لرد الأذى عن جمهور المصلين الحاضرين، سبع ضحايا، سيدات ورجال من عائلة واحدة، طالبة تقدم امتحان الشهادة الإعدادية ناداها حتفها لتدخل لتشعل شمعة على نية النجاح، طالب في السنة الأخيرة في كلية الصحافة، وطالبة في السنة الرابعة من كلية الصيدلة، وما بين الضحايا وحكاياتهم جرحى وجروح عائلية وصدمات نفسية، خوف وقلق والحي المعروف بأهله البسطاء والمؤمنين يتعاملون مع موت كل ضحية وكأنه ابنهم أو قريبهم على أبعد احتمال. في ذاكرة السوريين سجلات عامرة بالموت، بالقتل، لكن ورغم الاستهداف المتكرر إبان المقتلة السورية لدور العبادة لم يحصل أن تم تفجير انتحاري في داخلها. يقول صحافي مخضرم بأن ذلك لم يحدث منذ مائة وخمسة وستين عامًا، أي منذ شجار (طوشة) دمشق المذكورة والمعروفة في تاريخ المدينة.
حجم التعاطف الشعبي والرسمي والمؤسساتي والدولي مع الحادثة وبصريح العبارة مع المسيحيين بشكل عام فاق التوقع، خاصة إذا ما تمت المقارنة بأشكال وحجم التعاطف مع حوادث القتل الجماعية لقتل العلويين التي حصلت وما زال القتل مستمرًّا بطريقة فردية مستمرة، وكذلك مع حوادث قتل الدروز في أشرفية صحنايا والسويداء وجرمانا. لكن هل يكفي التعاطف؟ وفي كل حكاية لكل تفصيل غادر، لكل ضحية، انتكاسة لمسار السلم الأهلي والعيش المشترك المنشودين؟
يتمنى السوريون والسوريات لو أن كل هذا لم يحصل أبدًا، ويتم تحميل المسؤولية للسلطة الانتقالية القائمة، التي حاولت تطويق الفاجعة بإعلان القبض على خلية إرهابية لتنظيم داعش سيئ الصيت في
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على