لماذا يقتل الروائي شخصياته
لماذا يقتل الروائي شخصياته؟
موقف /> ممدوح عزام كاتب وروائي سوري 27 يونيو 2025 من مشهد موت إيما في رواية مدام بوفاري (Getty) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - في مدام بوفاري لفلوبير، تُوضع البطلة في مأزق حياتي ضيق، وتُفتح لها نوافذ للخلاص، لكن الخيار الوحيد المتاح هو الموت، مما يعكس الخيارات البشرية التي تؤدي إلى نهايات مأساوية.- المحكمة الفرنسية اتهمت فلوبير بالإساءة للأخلاق والدين، لكن الدفاع القوي والوعي القضائي أبرأه، مما يعزز حرية التعبير رغم أن القضية تتعلق بالخيارات الوجودية.
- موت مدام بوفاري وآنا كارينينا يمثل فرادة في الأدب، حيث أن الحب والموت أخرجا الشخصيتين من النمطية، مما يثير تساؤلات حول الشهرة الأدبية المرتبطة بالموت الفاجع.
في رواية مدام بوفاري لفلوبير، يضع الروائي بطلته، صفحة بعد أخرى، ومنذ البداية، في مأزق حياتي شديد الضيق، ثم يفتح لها نافذة بعد أخرى، لا ليجعلها تنجو بالحبّ الحقيقي الذي كانت تبحث عنه، أو بدأت تبحث عنه منذ أن تعرّفت إلى عالمٍ مختلف عن ذلك العالم الضيق الذي وجدت نفسها فيه وهي صغيرة، بل ليقرر أن مثل هذا الخيار عاقبته الموت.
وهذا أمر غريب للغاية، إذ إن المحكمة الفرنسية ادعت على الروائي غوستاف فلوبير بتهمة الإساءة إلى الأخلاق العامة وإلى الدين، بحسب المرافعة التي قدّمها المحامي العام الفرنسي أثناء محاكمة الكاتب. بينما كان الروائي، لو قُرئت الرواية جيداً، لا يتحدث عن الأخلاق أو الدين، بل عن الخيارات البشرية التي تفضي بكثير من الأفراد إلى الموت.
وقد دافع محامٍ بارع عن الرواية والروائي ضد التهمة الموجَّهة إليهما، وتفهّم أحد القضاة الشجعان دوافع الكاتب في الكتابة، كما استوعب موقف المرأة العاشقة، وحكم ببراءة الروائي من اتهامات الادعاء. وهذا مهم في سياق الدفاع عن حرية التعبير، لكنه لا يحمل معنىً يُذكر، أو لا يظل مهماً البتة، في حقل الخيارات الوجودية.
والراجح عندي أنّ الشخصية كانت أكثر شجاعة من الكاتب، بينما خدعها العالم الخارجي، أو المرجع الواقعي، وأحال الروائي إلى
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على