ثنائية تهدّد أمن دول القرن الأفريقي

الشافعي أبتدون

تدريبات لعناصر من حركة الشباب الموالية لـالقاعدة في معسكر قرب مقديشو، 17/2 /2011 (فرانس

تعد منطقة القرن الأفريقي (الصومال، إثيوبيا، إريتريا، جيبوتي، وكينيا) واحدةً من أكثر المناطق تعقيداً من حيث الجغرافيا السياسية والتحدّيات الأمنية. ولهذه المنطقة تاريخ طويل من الصراعات الداخلية، والنزاعات العرقية، والتحدّيات الاقتصادية، ما جعلها عرضةً للاضطرابات المستمرّة. وفي العقود الماضية، تفاقمت هذه التحدّيات بانتشار الحركات الإرهابية التي تستغلّ ضعف الحكومات المركزية وهشاشة الأوضاع الأمنية. وتعاني دول المنطقة صراعات داخلية متنوعة، تراوح بين النزاعات القبلية والإثنية، إلى الحروب الأهلية والانفصالية، ممّا يخلق بيئة خصبة لنشاط الجماعات المسلّحة. ويُعدّ الإرهاب في المنطقة، خاصّة نشاط جماعة حركة الشباب، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الصومال، عاملاً رئيساً في زعزعة الاستقرار الإقليمي، إذ تتوسّع الجماعات الإرهابية في الفراغات الأمنية وتستهدف الحكومات المحلّية والجيوش النظامية.

هذا البحث يهدف إلى تحليل أسباب وتداعيات الصراعات الداخلية والإرهاب في القرن الأفريقي، مع التركيز على الدور الذي تلعبه الحكومات المحلّية، في صدّ هجمات الإرهابيين والحدّ من النزاعات الداخلية بخلفيات إثنية (إثيوبيا) أو الصراع على الحكم (السودان). كما يستعرض البحث مولّدات الصراعات المحلّية، ومحفّزات نشوء التنظيمات المسلّحة الإرهابية، التي تترك وراءها التداعيات الاجتماعية والإنسانية، ويقترح البحث عدداً من السيناريوهات لتشريح مآلات الوضع الأمني ومستقبله في دول القرن الأفريقي.

فورمولوجيا القرن الأفريقي

يشير المفهوم السياسي للقرن الأفريقي إلى تلك الرقعة الاستراتيجية التي تشمل ثلاث دول، الصومال وجيبوتي وإثيوبيا، وتأسّس هذا المفهوم انطلاقاً من اعتبارات تاريخية، تجلّت في صراعاتٍ ممتدّة تاريخياً، ومتعدّدة نوعياً، إثنيةً كانت أم قوميةً أم ثقافيةً، ويفسّر المفهوم الجيوبولوتيكي القرن الأفريقي بأنه التخوم الجغرافية التي تعبّر عن التحوّلات المستمرّة