في غرف اليابانية تشيهارو شيوتا

٨ مشاهدات

في غرف اليابانية تشيهارو شيوتا

فنون

عائشة بلحاج

عائشة بلحاج رئيسة قسم الثقافة في العربي الجديد، صحافية وشاعرة مغربية. 25 يونيو 2025 جانب من العمل المعروض في المتحف (العربي الجديد) + الخط -

صنعت تشيهارو شيوتا لنفسها مكاناً عالياً في الفن العالمي، وهو أمرٌ شديد الصعوبة ونادر الحدوث. لكن موهبتها وفرادة رؤيتها خلقتا حولها إجماعاً وانبهاراً، رغم أن الطريف بشأنها أنها فشلت في دراسة الرسم، وغادرت كلية الفنون مبكراً. لكنها وجدت دعوتها في مجال الفن التركيبي.

محظوظٌ من حالفه الحظ لرؤية أحد أعمال الفنانة اليابانية المعروضة في كبريات المدن العالمية. لذا، كنتُ ممتنّةً للظروف التي يسّرت لي أن أصادف معرضاً لها خلال رحلة إلى إسطنبول منذ أسبوع، بعد أن كانت قد خذلتني في زيارة معرضها في باريس.

تكمن عبقرية شيوتا في أنها تعمل على أشياء عُثر عليها، وكانت لها حياة سابقة. فتُعدّ الفساتين، مثلاً، عنصراً متكرراً يوحي بحضورٍ ماضٍ وفراغٍ حالي. كما تُعدّ الأحذية وحقائب السفر من العناصر المتكررة في أعمالها، ما يُحيل مرةً أخرى إلى شيء مُهمَل وعابر. وتُدمج شيوتا مفاهيم الزمان والمكان والحركة والذاكرة في أعمالها التركيبية، فتدفع الجمهور إلى التفاعل جسدياً وعقلياً لإكمال تجربتهم داخل غرفٍ تمتدّ أحياناً لمئات الأمتار.

رحلة في بلاد الدهشة

تغمرك الدهشة ويحتضنك الدفء بمجرد أن تطأ قدمك أرض دهاليز العمل الفني التركيبي الذي سمّته بين العوالم، والمعروض في متحف الفن المعاصر بإسطنبول. كأنها شرايين دموية تضيق وتتسع وتتفرّع، وتضمّ فقاعات غائرة تُشبه كريات الدم. وبين تشعّبات الخيوط الصوفية الحمراء حقائب سفر جلدية، بعضها مفتوح، والآخر مغلق بشكل أفقي أو عمودي.

/>
من المعرض (العربي الجديد)

ظاهرياً، تبدو الحقائب مُلقاةً كيفما اتفق، لكنها تتتابع ضمن إيقاعٍ يصعد ويهبط، حيث تتكثّف أو تقلّ، ما يُغيّر انطباع الجمهور المتجوّل بين دهاليز العوالم. ومن داخل الأنسجة، تُطلّ المصابيح، فتغدق إضاءةً دافئة على المتلقّي؛ إذ هو الآن يتسلّل داخل أوردةِ شخصٍ عاطفيٍ دافئ، لا في شرايينِ شخصيةٍ باردةٍ لامبالية. حتى فوضى الحقائب هي فوضى كائنٍ مُحبَّب، يسعى

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم