المسألة اليهودية لم تحل
المسألة اليهودية.. لم تُحل
/> ياسر قطيشات باحث وخبير ومؤلف في السياسة والعلاقات الدولية والدبلوماسية، من الأردن. 24 يونيو 2025 + الخط -لطالما شكّلت ما تُعرف تاريخيًا بـالمسألة اليهودية مصدر توتّرٍ عميق في التاريخ الأوروبي، وتحوّلت من أزمة داخلية تعكس فشل أوروبا في استيعاب مواطنيها من أتباع الديانة اليهودية، إلى كارثة عالمية حين تمّ تصديرها إلى أرض فلسطين.
بهذا، تحوّل العالم من مشكلة واحدة تتعلّق بالاندماج وحقوق الإنسان في أوروبا، إلى مأساة مركّبة تُعرف اليوم على نحو مُضللِّ بالقضيتين: اليهودية والفلسطينية! لكن الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون، هي أنّ ما يعاني منه العالم اليوم، وخاصة أوروبا والدول العربية، ليس قضية فلسطينية بالمعنى الجوهري، بل استمرار لأزمة يهودية أوروبية لم تُحلّ في موطنها الأصلي، فالقضية الفلسطينية ليست إلا انعكاساً للمشكلة الأصلية: فشل أوروبا في التعامل مع اليهود بوصفهم مواطنين، ومحاولة تصدير هذا الفشل إلى أرض ليست لها!
منذ العصور الوسطى وحتى بدايات القرن المنصرم، واجه اليهود في أوروبا، حصراً، اضطهاداً دينياً وتهميشاً اجتماعيًا وعزلاً اقتصاديًا. ولم تكن هذه المسألة دينية بحتة، بل ارتبطت أيضاً بالبُنى القومية الناشئة في أوروبا، والتي لم تكن قادرة على استيعاب الأقليات على أنهم جزء من نسيجها القومي، وقد بلغ الاضطهاد ذروته، فيما يدّعيه اليهود والغرب، بجريمة المحرقة (الهولوكوست)، التي ارتكبتها ألمانيا النازية، وأودت بحياة ملايين اليهود.
وفي محاولة للهروب من هذه المأساة، ظهرت الحركة الصهيونية بما هي دعوة لإقامة وطن قومي لليهود، ليس في أوروبا، بل في أرض فلسطين، مستندة إلى وعود استعمارية أوروبية أبرزها وعد بلفور عام 1917.
واجه اليهود في أوروبا، حصراً، اضطهاداً دينياً وتهميشاً اجتماعيًا وعزلاً اقتصاديًا
وبدلًا من معالجة المشكلة داخل حدودها الجغرافية والثقافية، اختارت أوروبا ومعها الولايات المتحدة تصدير المسألة اليهودية إلى الشرق العربي، وهكذا تحوّلت فلسطين، التي كانت تحت الانتداب البريطاني، إلى مختبر لحلّ أزمة أوروبية عبر خلق أزمة جديدة لشعب آخر.
عام 1948، وهو عام النكبة العربي، أُعلن عن قيام دولة الاحتلال إسرائيل على أنقاض
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على