من ترومان إلى بوش وترامب خلاصيون يخاطبون الله
من ترومان إلى بوش وترامب... خلاصيّون يخاطبون الله
آراء /> جورج كعدي كاتب وناقد فني وصحفي وأستاذ جامعي لبناني 22 يونيو 2025 alt="كلمة لترامب من شرفة البيت الأبيض في العاصمة واشنطن (4/6/2025/Getty)"/>ترامب يتحدث إلى سامعيه من شرفة في البيت الأبيض في واشنطن (4/6/2025 Getty)
+ الخط -هَوَسيّون قتلة، يوهِمون ويتوهّمون بأنّهم يخوضون حروباً بتكليف إلهي، ويزعمون، باضطراب نفسي، أنّ الله يخاطبهم مباشرةً، وأنّهم بدورهم يخاطبون الله، كأنّهم في دردشة هاتفية مع صديق قريب وحميم لا كلفة بينهم وبينه، بل علاقة تواصل قديمة. قيل ماضياً: حكّامنا هؤلاء المرضى، ولا شيء أخطر للبشرية من أن يحدّد مرضى مجانين مصيرها، خاصّة مجانين أميركا، الدولة الأكثر قدرة على الإيذاء بسبب حجمها وإمكاناتها العسكرية والتقنية والمالية، وأيضاً بسبب مروقها وتمرّدها على كلّ المواثيق والقوانين الدولية، دولةً استثنائيةً، لا تخضع لما يخضع له الآخرون. وبِلّة فوق طين المروق، رؤساءُ أميركيون يتلطّون بالتوجيه والأمر الإلهيَّين لخوض حروبهم المجرمة، التي تبلغ حدّ إلقاء قنبلتَين نوويَّتَين (مع ترومان) أو تدمير بلد بأكمله (بوش في العراق) أو التهديد بتدمير مفاعل نووي قد ينتشر شعاعه في منطقة واسعة من العالم (ترامب في إيران). فما قصّة الهوسيّين الهواميّين مخاطبي الله؟
كان الرئيس الأميركي هاري ترومان، بطل مأثرتَي هيروشيما وناغازاكي، يظنّ أن الله يهديه إلى كلّ قرار (الله يلقي القنابل النووية بهذا المنطق!). والأخطر أنّ إيماناً راسخاً كان لديه بأن الله قد رسم لأميركا دوراً خاصّاً، وقال في خطاب في كنيسة نيويورك أفينيو المشيخية في واشنطن (3 إبريل/ نيسان 1951): لعبت العناية الإلهية دوراً كبيراً في تاريخنا. أشعر بأن الله خلقنا وقادنا إلى ما نحن عليه من قوة ومكانة لتحقيق غاية نبيلة. وكان الاعتبار الديني وراء قرار ترومان الاعتراف بـدولة إسرائيل، في 14 مايو/ أيار 1948، مجازفاً بتقويض علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية. دعا مراراً وتكراراً إلى الصحوة الأخلاقية والروحية لأميركا (المفارقة أن أميركا السياسية بلا أخلاق وبلا روح)، داعياً الكنيسة البروتستانية والكنيسة الكاثوليكية والكنيس اليهودي، مجتمعين في
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على