من يملك الجسد النساء في الرواية العربية

٤٥ مشاهدة

من يملك الجسد؟ النساء في الرواية العربية بين التشييء والمقاومة

مدونات

لارا زياد المحمد

/> لارا زياد المحمد كاتبة وناشطة سورية، حاصلة على ماجستير في اللغات السامية القديمة (العبرية والسريانية) من جامعة حلب 2011. 20 يونيو 2025 + الخط -

في الرواية العربية يتجلّى الجسد الأنثوي ساحة للصراع، وميداناً لحروب غير مرئية تُخاض فيها معارك السلطة، والهوية والشرف. لكن السؤال الجوهري الذي ظلّ يتردد من دون إجابة واضحة هو: من يملك جسد المرأة؟ هل تملكه هي باعتبارها إنساناً حرّاً؟ أم يملكه المجتمع بوصفه رمزاً للشرف الجمعي؟ أم أنّ الكتّاب حين يكتبونه يُعيدون إنتاج السيطرة عليه بلغة أنيقة؟

الرواية من التجسيد إلى التشييء

في أعمال نجيب محفوظ خصوصاً في زقاق المدق وبداية ونهاية نجد نموذجاً واضحاً لتأرجح الجسد الأنثوي بين الحضور والوصمة. حميدة بطلة زقاق المدق تتحول من فتاة حيّ بسيطة إلى راقصة تُرمى خارج دائرة الاحترام لا لأنها فقدت الأخلاق بل لأنها فقدت الملكية الاجتماعية، وتحولت إلى قضية أخلاقية عامة، لا لأنها اختارت مصيرها فقط بل لأنها خرجت عن وصاية الجماعة. إنّ محفوظ رغم نزعته الواقعية بقي أسير منظومة ترى في المرأة تجسيداً للشرف الذكوري، وفي خروجها عن الأعراف انهياراً لقيم الأسرة لا تعبيراً عن إرادة حرّة.

في الخبز الحافي قدّم محمد شكري كتابة جسدية صادمة لكنها صادقة حدّ الألم. جسد المرأة عنده ليس شيئاً مقدساً، بل أداة بقاء في عالم وحشي، نساؤه محطّمات، مستغلَّات، ومجردات من كلّ حماية. لكنه لم يكتبهن بوصفهن ضحايا تقليديات فقط، بل بوصفهن ناجيات على طريقته. في عالم شكري، الجسد لا يُمنح للمتعة ولا يُحاصر بالشرف، بل يُستعمل في حروب الحياة اليومية. ورغم العنف يفتح ذلك الباب أمام نقاش جذري حول ما إذا كان شكري يُفكك العنف أو يُعيد إنتاجه من خلال نظرة عبثية إلى المرأة. والسؤال الذي يظلّ معلّقاً في هذه الرواية: هل فتحَ شكري أفقاً لتحرير الجسد أم أعادَ إنتاج عبوديته بلغة العبث؟

حرمة انتزاع الصوت

في رواية حرمة كتبَ الطاهر بن جلون

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم