الشرق الأوسط الجديد بين حلم بيريس وغطرسة نتنياهو
الشرق الأوسط الجديد بين حلم بيريس وغطرسة نتنياهو
آراء /> أحمد الجندي كاتب مصري، أستاذ الدراسات اليهودية والصهيونية في جامعة القاهرة، له كتب ودراسات حول الملل اليهودية المعاصرة وأيديولوجيا تفسير العهد القديم. 20 يونيو 2025 alt="نتنياهو وبيريس"/>نتنياهو يلقي في القدس كلمة في مراسم تأبين شمعون بيريس (19/9/2019 فرانس برس)
+ الخط -احتلّ مصطلح الشرق الأوسط الجديد على مدار العقود الماضية مكانةً بارزةً في الخطاب السياسي الإسرائيلي، وبرز عنواناً لرؤيتَين متباينتَين حول مستقبل المنطقة. ينسب التصوّر الأقدم حول الشرق الأوسط الجديد إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريس، الذي صكّ المصطلح في كتابه الصادر عام 1993، وحمل الاسم نفسه. كانت رؤية بيريس، التي ظهرت في أعقاب اتفاق أوسلو، تنطلق من إمكانية اندماج إسرائيل في المنطقة عبر قيام سلام إقليمي وتعاون اقتصادي تكون لإسرائيل فيه الهيمنة الاقتصادية والفكرية والثقافية، وكانت تسعى إلى تجنّب اندلاع انتفاضاتٍ جديدةٍ، ومن ثمّ فإن تصور الدولة الإسرائيلية حينها لحلّ القضية الفلسطينية، في ظلّ حكومة حزب العمل، أن تكون هناك سلطة حكم ذاتي محدودة الصلاحيات والإمكانات، تنسّق مع الإسرائيليين في ما يخصّ التهديدات الأمنية التي يمكن أن تتعرّض لها إسرائيل، مع التلويح بورقة الرفاه الاقتصادي للفلسطينيين المبني على تجاوز الاختلافات الدينية والأيديولوجية، التي قصد منها أن تؤدّي، بشكل تدريجي في ما بعد، إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية.
ويجدر هنا أن نوضح أن جوهر ما طرحه بيريس لم يكن جديداً، فقد سبقه إلى ذلك التصوّر تيودور هرتزل الذي عبّر عنه بوضوح في رواية Altneuland (الأرض القديمة الجديدة)، التي كتبها بالألمانية عام 1902، وروّج فيها اعتقاده أن حلّ مشكلة موقف العرب العدائي تجاه الصهيونية يكمن في الرفاهية المادّية التي سيجلبها المستوطنون اليهود إلى المنطقة؛ وهذا الاعتقاد جسّده حوار بين بطلَين من أبطال الرواية، إذ يتساءل كينسجورت: ألم تتضرّر مكانة السكّان الفلسطينيين بسبب هجرات اليهود؟، فيجيب رشيد بك (البطل العربي في الرواية): أبداً، كان ذلك نعمة لنا جميعاً، وخصوصاً أصحاب الأملاك الذين باعوا أراضيهم بأسعار مرتفعة لليهود،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على