حذار من أن تنحرف بحكايتك
حذار من أن تنحرف بحكايتك
زوايا /> عبد الحكيم حيدركاتب وروائي مصري
19 يونيو 2025 alt="عارف الريس"/>(عارف الريس)
+ الخط -أن تنحرف إلى غير حكايتك، إلى حكاية أخرى تأكلك، من حكايتك الأولى التي صاحبتك من دون أن تخونك أو تأكلك أو حتى تقتلك، كأن ترمي نفسك في فراغ ليس لك، فراغ يصعّب عليك حالك بعد أن تضيع فيه، كمن يسعى إلى حكاية تلتهمه وتلتهم وقته من دون أن يستطيع العودة إلى مكانه الأول، وكنزه الأول، ونخلته الأولى، وكتبه الأولى، التي رواها بطين تعبه وحرمانه، وأن ينسى كلام عمّته التي رسمت له مكان نخلته على التراب، كي لا يضيع في شوارع الحدّادين، وكي تعود لبيت أمّك سالماً من دون أن يلحق بك الديب ليلاً.
لا تدخل أبداً بيت حكاية غريبة على قلبك، تراب شوارع حكايتك يشبهك تماماً، وهو الذي نحت ملامحك، وشوارع حكايتك من صنعك وتشبهك تماماً في الحزن.
حدّق في مرآة الماء ترَ صورتك وهي تهتز ما بين عيدان الشامي والقسباء، وشمَّ عرقك، واقبض على حروف اسمك كي لا تضيع في حكاية غيرك، لا تدخل إلى طرف حكاية غير مناسبة، حكاية لا تطيق سردياتها ولا دروبها، ولا تتحمّل ما فيها من أفاعيل لا تليق بك، كلّ ما هو غريب على قلبك ليس لك، حتى الورد الذي لم يصاحب تعبك، ليس وردك أبداً، حتى إن كان مبهجاً من بعيد.
حينما تلعب العصا لا تحمل عصا غير عصاتك، فهي صديقك، كفّك وصديقة عروق كفّك، وصديقة حبيبات عرق كفّك، حتى وأنت تجلس إلى نار في صحراء غريبة عليك، تأمل الوجوه، ففي كلّ وجه حكاية تليق بجلده وتعبه، فإيّاك أن تدخل في طيّات مسرودات غريبة عنك، فقد تأخذك الحكاية أو المحبّة أو الألفة أو حتى الصحبة إلى دهاليز ليست دهاليزك، وإلى سلالم غريبة عن سلالمك، التي اعتدتها في الصعود والحيرة والنزول.
حكايتك هادئة وهي ابنة زرعك، وزرعك على قدر حيلتك، وعلى قدر صبرك تماماً، والصيّاد الحريص يعرف عمق
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على