صيف طه حسين
صيف طه حسين
زوايا /> معن البياري رئيس تحرير العربي الجديد، كاتب وصحفي من الأردن، مواليد 1965. 14 يونيو 2025 alt="طه حسين"/>+ الخط -دلفنا إلى الصيف، وفيه إجازاتٌ من العمل وأسفارٌ للراحة ولاعتدال المزاج، وفيه التخفّف من واجباتٍ والتزاماتٍ ضاغطة، وفيه إنجازٌ لأعمالٍ مؤجّلة. وقد كتب طه حسين في الصيف تهدأ الحياة ويأخذها الكسل من جميع أطرافها، فتوشك أن تنام ولا تسري إلا على مهلٍ يشبه الوقوف، وفي أناةٍ تضيق بها النفوس، وذلك في مقالته من لغْو الصيف إلى جدّ الشتاء في كتابه الذي عنونه من لغو الصيف (1953)، وجمع فيه مقالاتٍ تنوّعت تأمّلاتُها، كان قد نشرها متفرّقة. يكتب نقضي الصيف في بلادنا إن لم نكن من المُترفين الذين لا يكادون يحسّون الصيف حتى يعبروا البحر إلى حيث يحيوْن حياة أخرى، أو لا يكادون يحسّون الصيف حتى يسرعوا إلى ساحل البحر، فيحيوْن حياة خيرٌ منها ما نحن فيه من كسلٍ وفتور، ومن تقصيرٍ وقصور. ويبدو العميد، في هذا النص، هجّاءً للصيف، مُؤثراً عليه الشتاء الذي يراه شيئاً آخر كله فرح ومرح، وكله حركة ونشاط، وكله حياة خصبةٌ عذبةٌ مُنتجة، تجد فيه النفوسُ أقصى لذّاتها، وتجد فيه الأجسام أقصى قدرتِها على الاستمتاع. أكل ٌ كثيرٌ، وشربٌ كثيرٌ، واضطرابٌ في الأرض كثيرٌ، وإقبالٌ على العمل، ونسيانٌ للكسل، وحياةٌ مملوءةٌ إلى حافّتها، تفيض أو تكاد تفيض بما يُفعمها من الآمال والأعمال. إنه يحسم أرأيتَ أن الصيف هو الفصل الذي يحسُن فيه اللغْو، وأن الشتاء هو الفصل الذي لا يحسُن فيه إلا الجدّ، ولا يمكن فيه إلا الجدّ؟. واللغْو، فيما أظنّه من معنى له، هو الكلام الذي لا طائل منه، والأشبه بالثرثرة، ويُضيَّع فيه الوقت. وقد اكترث صاحب الأيام بالفلاحين الذين يعملون في الأرض، ولا يحفَلون في الشتاء بالبرد ولا يحفَل بهم.
وكان طه حسين قبل تلك المقالة، الطلْقة، قد كتبَ نصّاً، أظنّه أرفع قيمةً، أصدره في كتابٍ صغير (62 صفحة)، في 1932، سمّاه في الصيف، تجوزُ نسبتُه إلى أدب
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على