الرافعي يشوي العقاد
يعتقد الكثيرون أن المثقفين والأدباء والفلاسفة يمتازون بالروح العالية وبالأدب الجم وبقبول الرأي والرأي الآخر، وما علموا أن أغلب الفلاسفة والمثقفين والأدباء هم أضيق الناس أُفقاً وأصعبهم في قبول الرأي الآخر.
لقد قال المتنبي قبل ألف سنة:
وعداوة الشعراء بئس المقتنى.!
وقالت العرب:
عدو المرء من يعمل عمله.
لذلك؛ إذا تصاحب أديبان فالغالب أن أحدهما يتفوّق وينطلق وينجح، أما الآخر فتأخذه الغيرة ويبدأ بتوجيه سهامه النقدية إلى صدر الأديب الناجح!
وحتى لا يكون المقال بدون أمثلة دعونا نعطي المثال على بعض الجمل التهكمية والعدوانية والاستفزازية التي قالها الأديبان الكبيران الرافعي والعقّاد في حق بعضهما،
وهي عبارات تدل على شراسة العداوة والفجور في الخصومة حين يقع الخلاف بين الأدباء وإليكم الحكاية...
أطلق الأديب العقّاد رأيه في حق الرافعي فقال في الجزء الثاني من كتابه الديوان:
مصطفى أفندي الرافعي، رجلٌ ضيق الفكر، مُدرع الوجه، يركب رأسه مراكباً يتريّث دونها الحصفاء أحياناً، وكثيرون ما يُخطئون السداد بتريثهم وطول أناتهم.
وأتبع أيضًا في الفصل ذاته قائلًا: إيه يا خفافيش الأدب: أغثيتم نفوسنا أغثى الله نفوسكم الضئيلة، لا هوادة بعد اليوم، السوط في اليد وجلودكم لمثل هذا الصوت خُلقت، وسنفرغ لكم أيها الثقلان.!
عندما قرأ الأديب الرافعي ما كتبه العقّاد قرر أن يضعه على السفود (الشواية) فوصفه قائلاً:
«العقّاد لا يَعدو أن يكون مترجمًا ناقلًا، وأحسنُ ما يكتبُه هو أحسنُ ما يَسرقُه؛ كأن اللغة الإنجليزية عنده ليست لغةً، ولكنها مفاتيحُ كتب، وآلاتُ سرقة».
هذا هو رأى «مصطفى صادق الرافعي» كما جاءت في كتابه «على السفود».! والسفود هو «سيخ» الحديد الذي يشوى عليه اللحم.!
ويتوالى تقريع «الرافعي» للعقّاد بضراوة، ويستنكر معارضته الشعرية لابن الرومي ويقول:
«لو بصق ابن الرومي لغرق العقاد في بصقته».
وينعت العقّاد بقوله: «هذا الجلف الأسواني صاحب ألأَم لغة وأخس طبيعة، حيطان الشوارع نفسها تكاد تشتمه».
أما عن اعتزاز حزب الوفد بالعقّاد، فيقول «الرافعي»:
«كان الوفد يحتاج إلى سفيه أحمق يسافه عنه جريًا على القاعدة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على