المسرح السوري ثنائية التغني به والتباكي عليه
المسرح السوري.. ثنائية التغني به والتباكي عليه
فنون دمشق /> محمد صارم 12 يونيو 2025 عرض أول مسرحية في سورية بعد سقوط نظام الأسد للأخوين ملص، 2024 (Getty) + الخط - اظهر الملخص - يعاني المسرح السوري من تراجع دوره بسبب الحرب وغياب الدعم الرسمي، حيث تركز الجهود الرسمية على الشعر، مما يضعف من وجود المسرح في المشهد الثقافي.- رغم التحديات، شهدت دمشق وحمص عروضًا مسرحية مثل اللاجئان والمحرقة، تعكس رغبة المسرحيين في التعبير عن قضاياهم، رغم غياب الدعم والرقابة المشددة.
- يسعى المسرحيون لتشكيل تجمعات ثقافية لتعزيز التعاون وتطوير المسرح، مع تحديات في إنتاج نصوص محلية، معتمدين على اقتباس نصوص عالمية لتجاوز الرقابة.
من خارج الخشبة، ومن داخلها، أطلق المسرح السوري صرخته محاولاً كباقي الفنون الأخرى، تلمّس عناصره المصابة بالعجز والترهل اللذين أصاباه في سنوات الحرب، باحثاً عن أدواته الخاصة لينهض من جديد، متكئاً على مشروعية وجوده الإنساني، وعلّة أبوّته للفنون، ودوره التنويري المحمول على جناحي الترفيه والمتعة.
وعبر خطوات بطيئة ومنفردة في آنٍ معاً، صارع المسرح السوري لإثبات وجوده في فضاء مزدحم بالأسئلة والتفاصيل غير الممسوكة، وغياب شبه تام للرعاية الرسمية، التي انشغلت مؤخراً بتقديم الشعر كحالة منبرية واحتفالية، ولم يصدر عنها أي شيء بخصوص المسرح حتى الآن. وتاريخياً، شكّلت وزارة الثقافة الراعي الرسمي والغطاء الأبرز للمسرح السوري، وكانت الوزارة قد غابت كلياً عن الحكومة في الأشهر الأولى التي تلت سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ولعل نهوض المسرح من تعثره وانطلاقته من جديد محكوم باختلافه، إلى حد ما، عن نهوض باقي الفنون ذات الطابع الفردي كالرواية والشعر والفنون التشكيلية والموسيقية، لأمر يتعلق بطبيعته؛ فالمسرح مشروط بتضافر حلقات متتابعة من الجهود الجماعية والإبداعات الفردية المتتالية، عليها أن تبدأ من بذرة الكتابة أولاً، والتي يشترط لتحويلها إلى ثمرة ناضجة أن تقترن بسلسلة من العمليات الإبداعية كالإخراج والتمثيل، والمؤثرات السمعية والبصرية، الأمر الذي يجعل حضور المسرح في العالم الواقعي مهمة ذات خصوصية أكثر
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على