وباء الطاعون لماذا لم يتوقف المرض الأسود عن الانتشار حتى يومنا الحالي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شكلّ وباء الطاعون الملقّب بـالموت الأسود أحلك مراحل تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، إذ تسبّب بمقتل ما لا يقل عن 25 مليون شخص خلال خمس سنوات فقط. لكنّ هذا المرض لم يتوقّف عند هذا الحد.
تكيّف الطاعون بطريقة مكّنته من إبقاء مضيفيه على قيد الحياة لفترة أطول، حتى يتمكن من الانتشار على نطاق أوسع، ومواصلة إصابة البشر على مدى قرون. وتمكّن الباحثون من اكتشاف الأمر راهنًا.
هذا المرض تسبّبه بكتيريا اسمها العلمي Yersinia pestis، تنتشر بين البشر منذ ما لا يقل عن 5,000 عام. وقد تسبّبت بثلاثة أوبئة رئيسية منذ القرن الأول الميلادي. رغم أن أكثر سنوات الطاعون فتكًا أصبحت من الماضي، فإن المرض لم يختفِ تمامًا.
وفقًا لعيادة كليفلاند، لا تزال حالات الطاعون تُسجَّل سنويًا في آسيا، وأمريكا الجنوبية، والولايات المتحدة، بينما تتزايد في بعض مناطق إفريقيا.
قد يهمك أيضاً
هل لمرض الطاعون من أثر على نظام مناعتنا البشرية اليوم؟
كشف تحليل حديث لعينات قديمة وحديثة من هذه البكتيريا كيفية استمرار الطاعون في إصابة البشر على مدى قرون بعد انحسار موجات الأوبئة الكبرى.
ذكرت الدراسة المنشورة في مجلة Science، أنه بعد فترة أولى اتّسمت بارتفاع معدلات العدوى والوفيات السريعة، اكتشف الباحثون أنّ تغيرًا في جين واحد فقط داخل البكتيريا أدى إلى ظهور سلالات جديدة كانت أقل فتكًا وأكثر قدرة على الانتقال، ما سمح للمرض بالاستمرار في الانتشار بين البشر لفترات طويلة، من دون أن يختفي.
سلالة الطاعون السائدة اليوم
أفاد مؤلفو الدراسة أن السلالات الأضعف من بكتيريا Yersinia pestis قد انقرضت، في حين أن السلالة السائدة اليوم هي النسخة الأشد فتكًا. لذا يوفّر فهم كيفية تكيّف الطاعون في الماضي أدلة مهمة تساعد العلماء والأطباء على التعامل مع تفشيات الطاعون الحديثة بطريقة أكثر فاعلية.
يُعرف الشكل الأكثر شيوعًا من هذا المرض بالطاعون الدبلي (Bubonic plague)، ويُسبب تورمًا مؤلمًا في العقد اللمفاوية، وينتقل بين البشر عبر لدغات البراغيث التي تعيش على الفئران المصابة.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على