بيجر نتنياهو وترامب... احتفاء دبلوماسي بالمقتلة

عمّار فراس

استمع إلى الملخص

لم يكن خبر إهداء بنيامين نتنياهو لدونالد ترامب بيجر ذهبياً خبراً كاذباً، إذ قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، هذه الهدية للرئيس الأميركي، عربوناً لـأعظم صديق وأعظم حليف. هدية تحتفي بمجزرة تفجير أجهزة بيجر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، ووصفها ترامب بـعمليةٍ رائعة.

رد ترامب على الهدية كان واضحاً؛ لم يكتف الأخير برغبته في تهجير سكان غزة، وإرسال الجيش الأميركي إلى القطاع وتحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط، بل وقّع أمراً تنفيذياً بإخضاع محكمة الجنايات الدولية للعقوبات، معرقلاً المعاملات الاقتصادية وطلبات تأشيرات السفر لأي أحد في المحكمة يحاول مقاضاة الولايات المتحدة أو حلفائها، خصوصاً إسرائيل.

نحن أمام شكل مشين من الدبلوماسيّة. الـبيجر الذهبي يحاكي ذوق ترامب المبتذل المعجب بالكيتش، لكنه في الوقت نفسه يكشف أن نتنياهو لا يستحي أبداً من المجاهرة بالعملية في تجاهل تام لما سبّبته من عطب للآلاف. عملية ترتقي إلى جريمة حرب، كون المستهدفين من عناصر حزب الله لم يكونوا في مساحة اشتباك، بل ضمن مساحات مدنيّة يمارسون حياتهم اليوميّة.

يختزل هذا الـبيجر المذهّب علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة الأميركية، المتمثّلة بدعم عسكريّ لامتناه، يقابله قتل ودماء، يتحول لاحقاً إلى كيتش مذهّب، يقول للعالم بأكمله إن أميركا إلى جانب إسرائيل مهما ارتكبت الأخيرة من مجازر وإبادات جماعية. وهذا ما يفسر بيان محكمة الجنايات