مروحة التفكير في نهاية الصحراء لسعيد خطيبي
مروحة التفكير في نهاية الصحراء لسعيد خطيبي
/> أسماء جزائري كاتبة من الجزائر. 08 يونيو 2025 + الخط -تستعيد الرواية الصادرة عن دار نوفل هاشيت أنطوان سنة 2022 فترة حسّاسة في تاريخ الجزائر، لأن الزمن الذي اختاره الكاتب هو خريف 1988، زمن على بُعد خطوات من الأزمة السياسية والاجتماعية التي تلت الاستقلال، حيث سينتهي الأمر بالبلاد داخل دوامة دموية ستدوم عشر سنوات. وفي الرواية، يقترب الكاتب لا من الأزمة، بل من ظلالها، يخوض في أمر ما هو حولها لكنه لا يخوض فيها، يفضّل أن يلتقط التفاصيل الاجتماعية التي أحاطت بالشخصيات المهمّشة والهشّة والمرفوضة، كلّ منها بطريقة ما، ما يدفعها إلى فقدان براءتها، ومن ثمّ تلطيخ يدها بالجريمة التي أودت بحياة المغنية الشابة. وهنا تحديدًا نلتقط تلك الإشارات التي تحكي حال الجميع في ظروف تسيّدت فيها الضغوطات فأنتجت مدنًا مكتومًا على صدرها، بما في ذلك حال المرأة العصيب داخل المجتمعات المثقلة بالذكورية والغارقة في عنف معنوي وجسدي لا حدود له.
يسير بنا سعيد خطيبي بثقل ليفضح أمام القارئ الأسباب التي جعلت من هؤلاء أبطالًا بالجملة، يتساوون بعضهم مع بعض في الأهمية السردية. كما غابت التجليات الفردية لأنّ الجميع ضحية والجميع مجرم، الجميع متماسك برابط الجرائم قاسماً مشتركاً، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة السؤال الأبدي للجريمة والعقاب من منظورين فلسفي وأخلاقي. الشخصيات هنا كلّها مقهورة، كلّها معنّفة رمزيًا، كلّها ملغمة، لذلك لم يكن يحتاج سوى إلى هذا الزمن تحديدًا حتى يصرف عليه تقنياته الأدبية، فهل نحتاج إلى روايات بوليسية تنقذ الواقع من تحييد جرائمه؟ هل نحتاج إلى رواية بوليسية لتهوية الغرف المغلقة داخل التفكير؟
عادة نحن نقرأ الروايات البوليسية سعيًا لاكتشاف المجرم، لأن الشعور بالعدالة يعيد إلينا طمأنينة زائفة تساعدنا لاحقًا على تحمل تجاوزات الوجود، ونود في أي عمل أدبي بوليسي أن نصل قبل أن يصل المحقق إلى الجاني ولا نعلم هل نريد بذلك أن نطبق العدالة أم عدالتنا، فالأمر يتوقف دائمًا على من قام بالجريمة، وهنا تمتزج
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على