في أعماق غابة أوغندا ناشطة بيئية تقضي 30 عاما في إنقاذ الغوريلا الجبلية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مرّت 30 عامًا، لكن الطبيبة البيطرية الدكتورة غلاديس كاليما-زيكوسوكا، لا تزال تتذكر أول مرة رأت فيها حيوانات غوريلا جبلية.
حدث ذلك في صيف عام 1994، بأعماق غابة منتزه بويندي الوطني في أوغندا.
كانت كاليما-زيكوسوكا طالبة عمرها 24 عامًا آنذاك، على بُعد مئات الأميال من منزلها في عاصمة البلاد، كامبالا.
يُعد المنتزه أحد الموقعين الوحيدين في العالم حيث تعيش حيوانات الغوريلا الجبلية، وبعد تخرجها من الكلية الملكية للطب البيطري في العاصمة البريطانية لندن، أرادت كاليما-زيكوسوكا رؤية هذه الكائنات.
خلال الأسبوع الأول من فترة تدريبها التي استمرت شهرًا، علقت الطالبة في المعسكر الأساسي بسبب إصابتها بنزلة برد شديدة منعتها من الانضمام إلى رحلات في الغابة.
بعد انتظار طويل، سُمح لكاليما-زيكوسوكا بالمشاركة، وبينما كانت تشق طريقها عبر الغابة الكثيفة، كان بإمكانها سماع خرير الشلالات، وزقزقة الطيور، وأصوات الشمبانزي. ولكن كانت حيوانات الغوريلات صامتة.
وأوضحت كاليما-زيكوسوكا: لن تسمعها، لكنك سترى آثارها أثناء المشي.
ومن ثم صادفت كاليما-زيكوسوكا غوريلا فضية الظهر تُدعى كاكوبيرا.

استذكرت كاليما-زيكوسوكا، البالغة من العمر الآن 55 عامًا، الموقف قائلةً: كان حيوان الغوريلا هذا جالسًا هناك يمضغ قطعة من اللحاء، وقلتُ: يا إلهي.
بعد هذا اللقاء، قررت كاليما-زيكوسوكا البقاء في بويندي، وتحولت مهمتها الصيفية التي استمرت شهرًا واحدًا إلى ثلاثة عقود من العمل في مجال الحفاظ على البيئة في الحديقة، حيث أصبحت أول طبيبة بيطرية للحياة البرية في البلاد عام 1996.
وازدادت أعداد حيوانات الغوريلا في بويندي من حوالي 300 إلى 459 بفضل جهودها، ولم تعد هذه السلالة الفرعية مهددة بالانقراض بشكلٍ حرج، وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
تاريخ عنيف
جابت حيوانات غوريلا الجبال غابات أوغندا، ورواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية لآلاف السنين.
لكن في الأعوام الـ100 الماضية، تقلّصت أعدادها بسبب إزالة الغابات، والصيد الجائر، ولم يتبق لها سوى موطنين، وهما بويندي وفيرونغا.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على