أطفال تحت الأنقاض منظمة إنسان توثق مجزرة الحافة الأمريكية في صنعاء وتطالب بتحقيق دولي

في تصعيد جديد لدور الولايات المتحدة في اليمن، نفذت القوات الأمريكية غارة جوية استهدفت منزلًا مدنيًّا في حي شعب الحافة السكني بمديرية شعوب وسط أمانة العاصمة صنعاء، في مساء يوم الأحد الموافق 6 أبريل 2025م. أسفرت الضربة عن سقوط 4 شهداء بينهم 3 أطفال وامرأة، وإصابة 23 شخصًا آخرين بجروح متفاوتة، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى دمار هائل طال المنزل المستهدف والمنازل المجاورة.

وقع الهجوم في ساعة متأخرة من الليل، حينما كان السكان نيامًا أو مستيقظين يعيشون حياتهم اليومية، ليُفاجأوا بصوت الطائرات وانفجارات الصواريخ التي حوّلت منازلهم إلى أنقاض، وأزهقت أرواح أطفال لم يُعرف لهم ذنب سوى أنهم ينتمون إلى عائلة تؤيد المقاومة الفلسطينية.

ورغم عدم وجود أي مؤشرات على وجود أهداف عسكرية في الموقع، فإن القصف استهدف منطقة سكنية مكتظة بالسكان، ما يثير شكوكًا قوية حول احترام مبدأي التمييز والتناسب المنصوص عليهما في القانون الدولي الإنساني، ويُرجّح أن الجريمة ترقى إلى جريمة حرب.

وثّق تقرير منظمة “إنسان” للحقوق والحريات مشاهد مأساوية من موقع الحادث، بما في ذلك شهادات مباشرة من الناجين والجرحى، الذين أكدوا أن الضربة كانت مباشرة ومباغتة، ولم يسبقها أي تحذير، وأن المنطقة لا تحتوي على أي مواقع عسكرية أو معسكرات أو معدات قتالية.

كما تم رصد حالة الرعب والدمار الذي خلفته الغارة، خاصةً بين الأطفال الذين تعرضوا لصدمة نفسية عميقة إضافة إلى فقدان عدد منهم لأحبة وأقارب بشكل مأساوي.

أكد التقرير أن هذا الاستهداف يمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والضرورة العسكرية، وشدد على أن هذه الجريمة ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وفقًا لنظام روما الأساسي، نظرًا لاستهداف المدنيين العزل بشكل متعمد، واستخدام قوة مفرطة دون أي مبرر عسكري مشروع.

كما أشار التقرير إلى أن الانتهاكات الأمريكية المتكررة، سواء في صنعاء أو في مناطق أخرى من اليمن، تؤكد وجود نمط واضح من الإفلات من العقاب، وهو ما يشجع على تكرار مثل هذه الجرائم، ويهدد بزيادة المعاناة