اخبار وتقارير هل كان دونالد ترامب محقا في إنهاء ضربات الحوثيين
وبينما قدّم ترامب قراره على أنه انتصار دبلوماسي واستباقي، فإن الوقائع على الأرض تكشف أن وقف إطلاق النار لم يغيّر شيئا من الوضع القائم، بل كرّس عجز الولايات المتحدة عن ردع هجمات الحوثيين على الملاحة الإقليمية، وترك إسرائيل وحلفاء واشنطن في المنطقة عرضة للمزيد من التصعيد.
ومنذ انطلاق “عملية الفارس الخشن” في منتصف مارس، كان واضحا أن الحملة، رغم محدوديتها، أرسلت رسالة واضحة تفيد بأن استهداف المصالح الإقليمية والدولية لن يمر من دون عقاب.
وعلى الرغم من فشلها في القضاء التام على القدرات الحوثية أو اغتيال قادتهم، إلا أنها نجحت في إرباك البنية العملياتية للجماعة، وإجبارها على تغيير مواقعها وطرق عملها، كما كبّدتها خسائر في العتاد والمعدات. إلا أن قرار وقف الضربات جاء قبل أن تحقق العملية أهدافها الإستراتيجية، ما أعطى الحوثيين فرصة للظهور بمظهر المنتصر سياسيا وإعلاميا، بل ومواصلة هجماتهم على إسرائيل من دون كلفة تُذكر.
ويقول ويل أ. سميث، الباحث في مركز ستيمسون، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال أنتريست” الأميركية إن الخطأ الجوهري في قرار ترامب يكمن في التوقيت والسياق.
وبينما كانت الإدارة تسعى لإنهاء التصعيد، كانت الهجمات الحوثية تتواصل، ليس فقط على السفن، بل أيضاً في سياق دعم مباشر لحماس في حرب غزة، ما حول الجماعة إلى ذراع إقليمية نشطة في مشروع إيراني أوسع.
ولا يعكس تجاهل هذا التهديد، أو التعامل معه بأدوات محدودة، سياسة حازمة، بل يُظهر تردداً يُفهم في طهران وصنعاء وبيروت على أنه ضعف أميركي.
وبعث هذا التراجع، حتى وإن جاء بدوافع عقلانية أو لخفض التكاليف، رسالة خاطئة مفادها أن الولايات المتحدة غير مستعدة لدفع الثمن للحفاظ على هيبتها ومصالحها في المنطقة.
وإلى
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على