قلب يدفن تسع مرات الإبادة أمر طبيعي في عيون إسرائيل
كيف يمكن لمجتمع بشري، مهما كانت دوافعه السياسية أو مخاوفه الأمنية، أن يفعل هذا… من دون أن يرتجف؟ أي عقول تلك التي تبرر قصف أطفال نائمين؟ وأي قلوب تلك التي لا يزلزلها صراخ أمّ تحت الأنقاض؟
من بين الركام، كانت تقف بثوب العمل الأبيض الملطّخ بالغبار، لا بالدم. لم تكن هناك حين سقط الصاروخ على بيتها، لكنها كانت الأقرب إلى الجحيم.
كانت تُنقذ أطفالاً لا تعرف أسماءهم في مجمع ناصر الطبي، بينما كانت أسماء أطفالها التسعة تُمحى من السجلات، تُطمر تحت الإسمنت المحطم، بلا وداع، بلا بكاء أخير. اسمها آلاء النجار.
أم. طبيبة. ناجية؟ لا أحد ينجو بعد أن يُدفن قلبه تسع مرات. هذه ليست قصة فردية.
بل هو مشهد متكرر لغزة، التي تُباد قطعة قطعة، إنساناً إنساناً. في غزة، لم يعد الفقد يُقاس بعدد الشهداء فقط، بل بمدى العجز عن الحداد.
كل صباح يحمل مأساة جديدة، وكل ليل يُطفئ ضوء بيت آخر. صار الحزن متراكماً فوق الحزن، حتى لم يعد أحد يملك وقتاً للبكاء. في كل بيت، حكاية موت جديدة، مختلفة التفاصيل، لكن متشابهة النتيجة: الإبادة.
السؤال الذي لا يفارقني، رغم أنني قضيت سنوات أدرس المجتمع الإسرائيلي من الداخل، هو:
كيف يمكن لمجتمع بشري، مهما كانت دوافعه السياسية أو مخاوفه الأمنية، أن يفعل هذا… من دون أن يرتجف؟
أي عقول تلك التي تبرر قصف أطفال نائمين؟ وأي قلوب تلك التي لا يزلزلها صراخ أمّ تحت الأنقاض؟
ما الذي يجعل شعباً بأكمله يمضي في حياته اليومية، بينما يُباد شعبٌ آخر أمامه على يديه؟
هل هي الأيديولوجيا؟ أم الدين؟ أم الخوف؟
أم أن التجريد الكامل للضحية من إنسانيتها قد نجح إلى حدّ لم يترك مجالاً لأي شعور سوى… اللا شيء؟
وردت الإجابة – أو على الأقل تفسير – في مقطع قصير للكاتب الإسرائيلي الشجاع جدعون ليفي، قال فيه إن هناك ثلاثة مبادئ أساسية تمكّن الإسرائيلي من العيش بسلام مع هذا الواقع الوحشي، من دون شعور بالذنب أو التفكك النفسي:
1. “نحن
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على