محطات الخط السعودي والخط الأول من نقش التاريخ إلى نبض الحاضر

يُعد الخط العربي من أبرز فنون الحضارة العربية والإسلامية، إذ تتجلى فيه جماليات اللغة وتطورها عبر العصور، وتعود بداياته إلى الحقبة الزمنية ما بين (169 ق.م - 106م)، حيث اشتق من الخط النبطي المتفرع عن الخط الآرامي، وتنعكس جماليّاته في زخارف الحرمين الشريفين، والمساجد، والمباني التراثية، ويتزين به عددٌ من اللوحات الفنية، والأشكال الإبداعية، والنقوش.
وفي ظل ما تمثله المملكة من إرث ثقافي عريق، وكونها موطنًا لأقدم الخطوط والنقوش المتنوعة كالمسند والنبطي والثمودي، جاءت مبادرة وزارة الثقافة لإطلاق خطين طباعيين مستلهمين من الخط العربي، كما تجلى في هويته البصرية الأولى، انطلاقًا من أقدم النقوش الصخرية والمصاحف المبكرة، تحت مسميي الخط الأول والخط السعودي.
ويهدف المشروع إلى تطوير الخط العربي، وتعزيز المشهد البصري؛ لتشكيل الهوية الثقافية الوطنية، مع الحفاظ على طابعه الأصيل ونشأته في الجزيرة العربية، من خلال الدمج بين الإرث الثقافي والتقنية الحديثة.
ويسعى المشروع إلى تطوير ملامح الهوية البصرية السعودية في المنصات الرقمية والإعلامية، وتعزيز حضور الخطوط العربية بهويتها الأولى في التطبيقات المعاصرة، تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تركز على العناية باللغة العربية وتنمية الإسهامات السعودية في مجالي الثقافة والفنون.
ويُنتج المشروع خطًا طباعيًا قويًا وواضحًا يعكس روح القيمة العربية والإسلامية التي تتجلّى في النقوش الصخرية، بأعلى دقة ممكنة، مما يعزز ممارسته وتطبيقه على مستوى الأفراد والمؤسسات، من خلال تشجيع استخدامه في المبادرات الثقافية والوطنية؛ ليصبح رمزين عصريين للتعبير عن الثقافة السعودية بأحدث الأساليب التقنية.
وفي هذا السياق، يؤكّد المشرف الرسمي بنادي فن وفنانين في منصة هاوي الوطنية الدكتور عبدالملك بن محمد العريك،، أن إصدار الخطين يُسهم في بناء شخصية بصرية فريدة تمكّن القارئ من تمييز الطابع السعودي فور رؤية النص، ويُبرز التميّز الثقافي والحضاري للمملكة التي ترتبط بتاريخ عريق مع الخط العربي.
ويُعزز تخصيص خطوط حديثة من استمرارية هذا الإرث العظيم بطريقة عصرية؛ لخدمة مناسبات الوطن؛ ليكون الخط الموحد بمثابة صوت بصري يُعبّر عن الجِدة والانتماء، ورافدًا للصناعات الإبداعية
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على