العراق ورحلته نحو التقدم

مدونات

علي الزبيدي

في الكثير من الأحيان، قد يشعر المواطن العربي عمومًا، والمواطن العراقي خصوصًا، بغصة، أو يشعر بالضيق عندما يسمع المسؤولين في الغرب وأميركا وهم ينعتوننا بأننا دول نامية، هذا يشكل نوعاً من أنواع الخلل في المفاهيم، كيف نكون نحن الدول النامية؟ كيف ونحن التاريخ والحضارات الإنسانية الأولى في العراق، الشام، اليمن، ومصر، كيف؟ ومن المسؤول عن تحويلنا إلى دول نامية؟ ألم يكونوا هم المسؤولين عن هذا، من خلال احتلال الدول العربية، ودخول الجيوش الأجنبية، ونهب ثرواتها، ومع التطور المجتمعي الذي تشهده دول مثل الإمارات العربية المتحدة، أو المملكة العربية السعودية، كيف ما زلنا في نظر هؤلاء دولَ عالم ثالث، ودولاً نامية؟

التاريخ ومصطلح الدول النامية

لا يتماشى على الإطلاق مصطلح الدول النامية عنا نحن العرب، وهذا بالدليل، ولن أتحدث عن التاريخ والحضارات من الماضي الغابر، ولكن يكفي أن أقول إن الدول العربية لديها كفاءة بشرية، وإمكانات مالية تستطيع تحويل العالم بأكمله إلى منارة متقدمة، ولكن تبقى المشكلة في إطلاق مثل هذه المصطلحات، من أجل التأكيد على عملية التقزيم لدور الدول العربية، وتذكر أنهم، الغرب، من اخترعوا مقولة اكذب واستمر في الكذب حتى تصبح هذه الكذبة حقيقة.

وهذا ومع الأسف ما حدث إبان الحرب العالمية الثانية، فبعد الانتهاء منها، جرى تقسيم العالم بين الدول الكبرى ذات السيادة من الناحية العسكرية، مثل الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد السوفييتي، ودول حلف الناتو.

وهذه السيادة العسكرية جعلتهم يبدأون في تقسيم الشرق الأوسط آنذاك، وأن يكون نصيب الأسد للولايات المتحدة الأميركية، القوة المهيمنة الجديدة على العالم، بالتكنولوجيا، والاقتصاد، والسلاح المتطور، ولكن يجب أن يعي المسؤولون في الدول العربية التجربة اليابانية.

الدولة النامية ما بين العراق واليابان

إذا نظرت إلى الأرقام، فستجد أن الخاسر الأكبر في الحرب العالمية الثانية لم يكن ألمانيا، بل في الواقع كان اليابان، التي ضُربت بقنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي، فهذا القصف الذري أدى إلى