حين تعطى المناصب لأهلها يبدأ التغيير
كتب / موهوب النايب:
في ظل التحديات المتراكمة التي تواجه العاصمة عدن والمناطق الجنوبية المحررة، أصبح من الضروري تجاوز مرحلة المعالجات الشكلية والانتقال إلى خطوات جادة وعملية تضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار. فقد بات واضحًا أن الركيزة الأولى لأي إصلاح حقيقي تبدأ من اختيار الكفاءات ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، بعيدًا عن المحاصصة والمجاملات والعنصرية والمحاباة.
تحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية يبدأ بإعادة بناء المؤسسات على أسس مهنية، تشمل إصلاح البنية التحتية، و تشغيل محطات الكهرباء، وتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي. كما أن النهوض بالقطاع الاقتصادي يتطلب دعم المشاريع الصغيرة وتفعيل إيرادات المنافذ البحرية والبرية والجوية وكافة المرافق الإيرادية، وتعزيز الثقة بالمؤسسات من خلال الشفافية ومحاربة الفساد.
ويُعدّ ملف الخدمات العامة، وفي مقدمتها الكهرباء، من أبرز أوجه المعاناة اليومية للمواطن، ما يتطلب حلولًا جذرية وليس مجرد مسكنات مؤقتة. كما أن استمرار انهيار العملة المحلية وكافة الخدمات دون تدخل واضح يعمّق الأزمة الاقتصادية، مما يستدعي معالجات اقتصادية حقيقية لا تقوم على الترقيع، بل على التخطيط المدروس والسياسات الفاعلة.
إن المواطن اليوم يعيش في حالة من الضنك والمعاناة نتيجة تردي الخدمات الأساسية والانهيار الاقتصادي، مما يزيد من شعوره بالإحباط وفقدان الثقة في الجهات المسؤولة.
الجنوب يمتلك مقومات اقتصادية واستراتيجية هائلة، لكن هذه الثروات لن تُحدث تحولًا حقيقيًا ما لم تُدار بعقول وطنية نظيفة تضع الوطن قبل الحسابات الشخصية.
إن من يطمح لبناء وطن مستقر ومزدهر، عليه أن يدرك أن البداية الحقيقية تكمن في منح الثقة لأصحاب الكفاءة، فحين تُعطى المناصب لأهلها.. يبدأ التغيير.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على