ماذا لو تعب المهرج
ماذا لو تعب المُهرّج؟
زوايا سعدية مفرحشاعرة وكاتبة وصحفية كويتية، من مجموعاتها الشعرية ليل مشغول بالفتنة ومجرد امرأة مستلقية، ولها مؤلفات نقدية وكتب للأطفال. فازت بعدة جوائز، وشاركت في مهرجانات ومؤتمرات عدة.
06 فبراير 2025 alt="ياسر صافي - القسم الثقافي" title="ياسر صافي - القسم الثقافي"/>(ياسر صافي)
+ الخط -في السيرك، حيث تُسلَّط الأضواء، ويتجمّع الناس بوجوهٍ متلهفة للفرجة، يقفُ المهرّجون بوجوههم المطلية بالألوان الصاخبة، بأزيائهم الفضفاضة التي توحي بخفّةٍ زائفة، وهم يضحكون، يقفزون، يتعثّرون عمداً، يسقطون ليُضحِكوا، ثمّ ينهضون وكأنَّ شيئاً لم يكن. يصفِّق الجمهور، يعلو الضحك من كلّ جانب، لكنّ قلّةً فقط ترى الحقيقة المخفية خلف تلك الأقنعة المبتسمة، خلف العيون التي تُخفِي حزناً لا تستطيع الألوان ستره.
هؤلاء ليسوا مُجرَّد مهرّجين في سيرك، إنهم أرواحٌ تحترف التمثيل حتى تماهت مع أدوارها، لكنّها لم تعد تُضحِك كما ينبغي، بل باتت تستدرُّ الشفقةَ، كأنّ أحداً في الداخل قد كسر شيئاً لا يمكن إصلاحه. المهرج، في جوهره، ليس مُجرَّد شخصية هزلية تُثير الضحك وحسب، بل أيضاً رمز قديمٌ للذين يخفون أوجاعهم تحت قناعٍ من المرح أيضاً، الذين يجعلون من أنفسهم مادّةً للتسلية، بينما يكتنزون في دواخلهم حزناً ثقيلاً. هو ذاك الذي يسقط، ليس لأنَّه تعثّر، بل لأنّ سقوطه جزءٌ من اللعبة، جزءٌ من المهمّة التي تتطلّب منه أن يكون مصدراً للضحك، حتى لو كان قلبه مثقلاً بالحزن.
لكن، ماذا يحدث عندما يُصبح سقوطه حقيقياً؟ وحين يفقد القدرة على النهوض؟ وحين تتكسّر روحه خلف الستار، بينما يطالبه الجمهور بمزيدٍ من الضحك؟
ليس في السيرك وحده، بل في الحياة نفسها، هناك كثيرون يرتدون قناع المهرّج. أشخاصٌ يتقنون لعب دور السعيد، المشرق، الذي يُخفّف الأعباء عن الآخرين، حتى وهم يغرقون في ظلامهم الداخلي. إنهم أولئك الذين يلقون النكات، يُضحِكون الجميع، يملأون الأمكنة بصخب الحياة، لكن حين يكونون وحدهم، تتكشّف حقيقتهم، ويتجلّى الحزن الذي ظلّوا يخنقونه تحت قناع الضحك. هؤلاء ليسوا ممثّلين في مسرحٍ مؤقّت، بل مهرّجون في سيركٍ لا
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على