الإعلام وتخصصات الوسيلة

٣٣ مشاهدة

ظلت الوسيلة الإعلامية، هي الحاكمة على الإعلام طوال مراحله الماضية، واكتسبت الرسالة الإعلامية سمات الوسيلة التي تتم من خلالها؛ حتى قال ماكلوهان: «إن الوسيلة هي الرسالة»؛ وهذا كان حقاً في الماضي، حيث اكتسب الإعلام صفة السمعي والبصري والمقروء بناء على طبيعة الوسيلة..

وظل الدارسون يقفون وقفات طويلة مع إمكانيات الوسيلة وحدودها، وقدراتها، وخصائصها، التي يجب أن تأتي الرسالة متوافقة معها.

وبناء على ذلك لما تحول الإعلام إلى علم، وأنشئت له الأكاديميات المتخصصة لتدريس وتعليم فنونه المختلفة، تم تقسيم تخصصاته المختلفة بناء على الوسيلة، فأنشئت ثلاثة تخصصات أساسية، هي: العلاقات العامة، والصحافة والنشر، والإذاعة والتليفزيون. وظلت هكذا حتى مع محاولات التحديث والتطوير دارت في فلك الوسيلة من خلال استحداث تسميات جديدة لتخصصات الإعلام مثل: المرئي والمسموع، والإعلام الرقمي، والإعلام الإليكتروني.

لكن مع حدوث التحول الكبير في بنية الإعلام والاتصال ككل، ودخول العصر الرقمي التفاعلي، وما أسفر عنه من تداخل كبير بين الوسائل، فلم يعد هناك قدرة على الفصل بين إعلام الوسائل، فقد تداخلت معًا لتثمر نمطًا جديدًا أطلق عليه الوسائط المتعددة أو المالتميديا.. فتداخلت الوسائل حتى لم يعد في مقدور أحد الفصل بينها؛ لذلك نجد الصحافة قد استخدمت الفيديو ليظهر نمط صحفي أطلق عليه صحافة الفيديو، وإذاعات البودكاست التي تجمع ما بين الصوت والصورة معًا، كذلك أخرج لنا التليفزيون الجريدة المصورة، وأصبحت الرسالة تجمع ما بين المقروء والمسموع والمرئي في آن واحد.

بل تحول عدد كبير من نجوم الصحافة إلى أستديوهات التليفزيون، وأطلقت على نشرات الأخبار التليفزيونية الصحافة التليفزيونية، وهو ما دعا البعض أن يصك مصطلح «صحفنة التليفزيون»؛ وبناء على التداخل والتبادل بين الوسائل، فقد تداخلت تبعًا لذلك بحوث الإعلام فلم يعد ثمة فرق دقيق بين التخصصات الثلاثة.

وفي إطار هذا التداخل بين الوسائل في اعتقادي أنه حان الوقت لتغيير هذا التقسيم وتبديل التخصص بناء على المحتوى، أو الرسالة، ومن ثم تغيير تخصصات الإعلام وأقسامه، وهذا ما نجده واقعًا من تقديم بعض الأساتذة لأنفسهم في وسائل الإعلام، كأستاذ في الإعلام السياسي

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم