استغلال الأطفال في وسائل التواصل تربح وشهرة على حساب البراءة
حذّر أطباء نفسيون ومختصون في القانون وحماية الطفل، من آثار نفسية واجتماعية تواجه أطفالاً يتعرّضون لتصوير تفاصيل حياتهم من قبل أسرهم في مقاطع فيديو، وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تحقيق الشهرة والتربح على حساب براءتهم، مشيرين إلى أن الطفل يفقد شعوره بالخصوصية، بمجرد مشاركته في تلك الفيديوهات، حيث يتحول رغماً عنه إلى شخص معروف لدى الجمهور بدرجات متفاوتة.
وقال استشاري الطب النفسي بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي، الدكتور محمود نجم: «نحن نعيش الآن للأسف عالماً مملوءاً بالزيف والخداع، وتصدير صورة مغلوطة عن واقع الإنسان وحقيقة علمه وعمله»، مضيفاً: «أسوأ هذه النماذج الفاسدة، هو رغبة بعض الأشخاص في الحصول على الشهرة الزائفة من خلال نشر مقاطع مصورة، يتم استغلال الأطفال البريئين خلالها كعنصر أساسي في محتوى تلك الفيديوهات الملوثة».
المراقبة والانضباط
ونبه نجم إلى أن تلك الممارسات تؤدي إلى أضرار نفسية كارثية على هؤلاء الأطفال، في جوانب متعددة، مضيفاً: «الطفل يفقد بمجرد مشاركته في تلك الفيديوهات، شعوره بالخصوصية، حيث يتحول رغماً عنه إلى شخص معروف لدى الجمهور بدرجات متفاوتة»، مشيراً إلى أن الأطفال يحتاجون في تلك المرحلة من التربية وزرع القيم، إلى إدراك قيمة الخصوصية، وبسبب المشاركة في فيديوهات «السوشيال ميديا»، يرتبك معنى الخصوصية في ذهن الطفل، إذ إنه يفقد معرفة الفرق بين العام والخاص، وتتبعثر قيمه الوليدة أمام الرغبة المحمومة في استغلال تفاصيل حياته من أجل نشرها للجميع، ومن هنا، نستطيع القول، إن خصوصية الطفل أمام المجتمع قد انهدمت، رغماً عنه.
وتابع الدكتور نجم: «بعد ذلك تبدأ الإشكالية التالية، وهي شعور الطفل بعد فقده لتلك الخصوصية مع المحيط، ثم صدمته من اقتحام جموع الناس لحياته.. ومن هنا، يتولد عند الطفل شعور متنامٍ بأنه مراقب من هؤلاء الناس الذين يرسلون إليه تعليقات أو أسئلة أو ربما رسائل بها قدر من السباب، فنحن هنا أمام مجتمع (السوشيال ميديا)، والذي هو أبعد ما يكون عن فكرة المراقبة والانضباط، ومن هنا تظهر الإشكالية التالية مباشرة، وهي دخول الطفل إلى حالات القلق والتوتر
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على