كندا أمام امتحان انتخابي مهم وسط متغيرات خطرة
يتولى مارك كارني قيادة الدفة في كندا على أبواب تحديين صعبين، الأول داخلي ويتمثل بالانتخابات الاتحادية العامة المقبلة المقرّرة يوم بعد غد 28 أبريل (نيسان) الحالي، أما الآخر فخارجي ويتمثل بتوتر العلاقات الكندية - الأميركية في أعقاب إعراب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رغبته في جعل كندا «الولاية الأميركية الـ51».
بالنسبة للانتخابات العامة، فهي ستجرى لاختيار البرلمان الـ45 في تاريخ البلاد، والمكوَّن من 343 مقعداً. وهي تأتي مبكرة عن موعدها الأصلي في الخريف المقبل؛ وذلك بناءً على طلب رئيس الوزراء الجديد. أما بالنسبة للعلاقات مع واشنطن، فقد كان لافتاً أن أول زيارتين قام بهما الزعيم الكندي الجديد كانتا إلى بريطانيا وفرنسا خلال مارس (آذار) الماضي؛ الأمر الذي يربطه كثيرون بموقف «البيت الأبيض» من الموضوع الكندي، وكون حزب الأحرار أقرب فكرياً سياسياً إلى الحزب الديمقراطي الأميركي منه إلى الحزب الجمهوري، وبالأخص، من قيادته اليمينية الحالية.
تخوض الانتخابات هذا العام ستة أحزاب بينها الحزبان الكبيران اللذان هيمنا على الحكم في كندا منذ ولادتها دولةً مستقلة، وهما: حزب المحافظين (عبر تطوّره وتطوّر أسمائه الرسمية تبعاً لذلك) ومنافسه حزب الأحرار. أما الأحزاب الأخرى التي تتمتع بحضور سياسي من دون أن تأمل بالسلطة مباشرةً فهي: حزب الكتلة الكيبيكية، والحزب الديمقراطي الجديد، وحزب «الخضر»، وحزب الشعب في كندا.
آيديولوجياً، يمثل حزب المحافظين طيفاً محافظاً واسعاً يشمل اليمينَين المعتدل والمتشدد، وفي المقابل يمثل الأحرار التيارات الليبرالية من الوسط إلى يسار الوسط. مقابل هذين الحزبين، تشكّل مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية المعقل الرئيس للكتلة الكيبيكية، ويرفع الديمقراطيون الجدد لواء اليسار المتدرّج من يسار الوسط (على يسار الأحرار) إلى اليسار المتشدد، ويجسّد حزب «الخضر» قاعدة مناصري حماية البيئة، أما حزب الشعب فيمثل أقصى اليمين الشعبوي، وكان قد أسّسه قيادي منشق عن المحافظين.
اللون الرسمي لحزب الأحرار الحاكم هو الأحمر، وعدد مقاعده الحالية هو 152 مقعداً (من أصل 338 حالياً). وسيقوده في هذه المعركة رئيس الوزراء الجديد مارك كارني. (ترأس الأحرار الحكومات الكندية 11 مرة).
في مواجهة الأحرار
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على