صعوبات تواجه العودة للضفة من الأردن آلاف العالقين على معبر الكرامة
٤ مشاهدات
منذ عدة أيام يشهد الجانب الأردني من جسر الملك حسين معبر الكرامة بين فلسطين والأردن أزمة خانقة نتيجة ازدياد عدد المغادرين نحو الضفة الغربية الذين يؤكدون أن معاناتهم لا توصف نتيجة طول ساعات الانتظار واضطرار بعضهم للمغادرة والعودة في اليوم التالي أو المبيت في الساحات والمركبات للتمكن من اللحاق بالدور مبكرا مشيرين إلى أن الأزمة شملت حتى ركاب خدمة الـVIP التي يفترض أن توفر لهم تسهيلات العبور بشكل أسهل وبأسرع وقت منذ فجر الجمعة والمهندس محمد ميناوي 55 عاما موجود مع عائلته في مدينة الحجاج في الجانب الأردني من جسر الكرامة الذي يربط بين الأردن وفلسطين بانتظار السماح لهم بالدخول إلى الضفة الغربية لكن عوامل كثيرة تحول دون ذلك حتى ساعة إعداد هذا التقرير ميناوي ليس وحيدا فهناك وفق الصور التي أرسلها لمراسل العربي الجديد ما لا يقل عن خمسين حافلة مكتظة بالمعتمرين العائدين ما زالت تنتظر انتهاء الترتيبات لعودتهم إلى أرض الوطن يضاف إليهم المئات من المسافرين لشؤون أخرى يقول ميناوي وصلنا فجر اليوم وبسبب الأعداد الهائلة للعائدين سواء المعتمرين أو المسافرين العاديين ولأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي توقف العمل يوم الجمعة الساعة 12 ظهرا لم نتمكن حتى من حجز دور لنا وكان علينا الانتظار حتى اليوم أمس الأحد لأن الاحتلال أيضا يوقف العمل تماما على الجسر يوم السبت ويشير إلى أن حافلات المعتمرين العائدين ما زالت تتقاطر على مدينة الحجاج وهي بانتظار أن يختم رجال الأمن الأردنيين جوازات سفرهم تباعا وهي خطوة تسبق نقلهم إلى الجسر الإسرائيلي ولكن بسبب الأعداد الكبيرة فلا يوجد موعد محدد لمرور الجميع أما الشيخ ماجد عطا الله المرشد في شركة للحج والعمرة فيقول لـالعربي الجديد إنهم لم يتركوا بابا إلا وطرقوه اتصلنا بوزارة الأوقاف الفلسطينية وبإدارة المعابر والحدود وبجهات أردنية دون جدوى كلهم أجابوا بأن المشكلة لدى الاحتلال وهو الذي يتحكم بأعداد العائدين وبمواعيد فتح واغلاق الجسر مضيفا كان المفترض أن نصل إلى الضفة حسب ترتيباتنا إما في ساعة متأخرة من يوم الجمعة أو في ساعة مبكرة من يوم السبت خاصة أن معظم من كان في رحلتنا هم من المعلمين والطلاب الذين استغلوا إجازة منتصف السنة الدراسية لأداء العمرة واليوم بدأ الفصل الراسي الثاني وهم ما زالوا خارج البلاد وإضافة للاحتلال الذي يتحكم بحركة المعابر فبعض العالقين حمل المسؤولية لشرائح من المسافرين أنفسهم تقول سيدة رفضت كشف اسمها في حديث لـالعربي الجديد إنها معتادة على السفر لعيادة والدتها المريضة في عمان ومن تجربتها فغالبية الموجودين في حافلات العائدين هم من تجار الدخان الذين يسافرون يوميا وخصيصا لشرائه من السوق الحرة وهي آخر محطة على الجانب الأردني قبل التحرك نحو الحدود التي تسيطر عليها إسرائيل وتضيف لا أبالغ إذا قلت إن أكثر من نصف ركاب الحافلة عادة يكونون من تجار الدخان ولو أراد أي مسؤول التأكد من دقة كلامي عليه أن يراجع فقط كشوفات المسافرين وتابعت فشلت على مدار يومين في العودة لبيتي وعائلتي في الضفة الغربية لكن لا مشكلة لدي حيث بيت والدي موجود في عمان وهناك من عاد ونام ليلته في فندق ولكن هناك من قضى ليلته في العراء قرب الجسر كونه لم يعد يملك مالا للمبيت في فندق أو حتى في نزل شعبي إلى ذلك يقول عضو مجلس إدارة غرفة تجارة نابلس إياد الكردي والذي يدير شركة للسياحة والسفر إن أزمة الجسر تراكمية ناجمة عن مشكلات فنية لدى الاحتلال الإسرائيلي تتمثل في بطء إجراءات التشييك على الحافلات بين الجسر الأردني ومعبر أللنبي الإسرائيلي إذ يتعمدون تأخير فحصها يدويا فعند النقطة 142 لا يسمح بفحص أكثر من حافلة في آن واحد وهو ما يعطل دخول البقية ولفت في حديث لـالعربي الجديد إلى أن الاحتلال يحدد ساعات العمل اليومية وغالبا ما تكون محدودة بوقت لا يكفي لكافة المسافرين ولا تملك السلطة الفلسطينية أي تأثير على قراراته وتابع تكاد تكون هذه الحدود الوحيدة في العالم التي تعمل وفق نظام الساعات فكافة المعابر والحدود الدولية تفتح على مدار الساعة داعيا إلى فتحه دوما أو على الأقل في شهور الذروة تقليص دوام الاحتلال على معبر الكرامة بدوره يوضح مدير شرطة معبر الكرامة العقيد مصطفى دوابشة لـالعربي الجديد أن الاحتلال الإسرائيلي قلص منذ أحداث السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 دوام موظفيه على المعبر من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا فقط من الأحد للخميس وحتى الثانية عشرة ظهر الجمعة مع إغلاقه تماما أيام السبت وهذه المدة لا تكفي في كثير من الأحيان لاستيعاب المسافرين وتحديدا العائدين خاصة في مواسم العمرة أو الإجازات الصيفية وأكد دوابشة أن الجانب الإسرائيلي يدعي أن لديه نقصا في الطواقم العاملة على المعبر ما ينعكس سلبا على قضية التفويج للمسافرين مطالبا بإعادة فتحه ليعمل على مدار الساعة لحل مشكلة الازدحام كما كان في فترة ما قبل الحرب وأشار دوابشة إلى أن أداء مناسك العمرة ينعكس على حركة المواطنين لأن تركيز عودة المعتمرين يكون يوم الأحد وبناء عليه يكون هناك دائما إغلاق للبوابات مبكرا لدى الجانب الأردني للتعامل مع أعداد القادمين الكبيرة وكانت الشرطة الفلسطينية قد أعلنت في تقريرها السنوي أن أكثر من 1 7 مليون مسافر تنقلوا عبر معبر الكرامة خلال العام الماضي 2024 وفي كلا الاتجاهين عدد المغادرين بلغ 875499 شخصا فيما بلغ عدد المسافرين القادمين 856981 شخصا