كلبٌ ساكن في روتردام الـ54: تمثيل يصنع دراما الحكاية

نديم جرجوره

استمع إلى الملخص

بإيقاع بصريّ هادئ، تروي اللبنانية سارة فرنسيس حكاية، ظاهرها عادي ومُتداول، وباطنها، الذي يُمكن أنْ يكون بدوره عاديّاً ومُتداولاً، مليء بتمزّقات وارتباكات وملل وخيبات وقهرٍ، ورغباتٍ مكبوتة أو موءودة. رجلٌ وامرأة متزوّجان، لكنّهما منفصلان أحدهما عن الآخر أعواماً عدّة (سبب ذلك يُذكر في لحظة درامية). هناك ابنة غير موجودة معهما، في ذاك المنزل الريفيّ، والطقس باردٌ وماطر، وفي المنزل صقيعٌ يكاد يتجاوز جدرانه إلى ذاتٍ وروح وعلاقة وانفعال.

أمّا العنوان، كلب ساكن (2025)، فمُخادعٌ. ذلك أنّ بونتو (الكلب)، الذي يظهر قليلاً في اللحظات الأولى، يختفي كلّياً في المتبقي من مدّة الفيلم (92 دقيقة)، لكنّه يُشكِّل مُفتَتحاً لحوار مقطوع ومضطرب وغير مُريح بين عايدة (شيرين كرامة) ووليد (نداء واكيم). ورغم أنّ اختفاءه سيكون طويلاً، يحضر أثرٌ منه في بدء رحلة، يستهلّها بحثٌ عنه يُصرّ عليه وليد بعد كذبة تقولها عايدة، ثم اختفاء تام. توقّعٌ يسبق المُشاهَدة: أي دور لكلبٍ، يُكتشف أنّ اسمه بونتو؟ ماذا عن ساكن، بينما ترجمة العنوان الإنكليزي تُفيد بأنّه كلبٌ ميت (Dead Dog)؟

كلب ساكن - الذي يُعرض في الثاني من فبراير/شباط 2025 للمرّة الأولى دولياً، في الدورة الـ54 (30 يناير/كانون الثاني ـ 9 فبراير/شباط 2025) لـمهرجان روتردام السينمائي الدولي - يكتسب جماليته الدرامية والبصرية والفنية من مزيجٍ ضاغط لكنّه