يواصل الإسرائيليون وبشكل يومي استفزاز القيادة السورية الجديدة ومماحكتها سواء بالإجراءات على الأرض أو التصريحات إذ لا يريد العدو الصهيوني فتح صفحة سلام مع القيادة الجديدة والعودة إلى وديعة رابين لحافظ الأسد بقدر ما يريدون افتعال مواجهة كبرى يملكون فيها اليد العليا لتنفيذ مخططهم في تفكيك سورية وإعادة تركيبها اعتمادا على حلف الأقليات بكل وقاحة تحدث وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن تحالف مع قوات سوريا الديمقراطية قسد والسوريين الدروز وخرجت أصوات سورية علوية تطالب إسرائيل بالتدخل لحماية السوريين من أبناء الطائفة ولعل أخطر وأوقح تصريح كان أمس ونقلته هيئة البث الإسرائيلية للوزير كاتس في زيارته قمة جبل الشيخ جيش الدفاع الإسرائيلي سيبقى في قمة جبل الشيخ وفي المنطقة الأمنية فترة غير محدودة لضمان أمن سكان دولة إسرائيل لن نسمح بأي أعمال عدائية قواتنا لتثبيت وجودها في المجال الأمني في جنوب سورية من هنا إلى محور السويداء دمشق ولن نعتمد على الآخرين لحمايتنا هنا وفي كل مكان آخر سنحافظ على التواصل مع السكان الصديقين في المنطقة التركيز على العدد الكبير من السكان الدروز وبهذا وسعت دولة الاحتلال منطقة نفوذها حتى طريق السويداء دمشق وتهدد بوقاحة الدولة السورية من أي تحرك لبسط نفوذها ونزع السلاح في السويداء قبل ذلك وفوقه شن العدو مع رحيل المجرم الوضيع بشار الأسد أكبر عدوان جوي في تاريخ سلاح جوه في 11 الشهر الماضي ديسمبر كانون الأول فقد نفذت دولة الاحتلال عملية جوية واسعة النطاق في سورية وصفت بأنها أكبر عملية في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي شاركت فيها 350 مقاتلة استهدفت مواقع تمتد من دمشق إلى طرطوس وأكمل الجيش الإسرائيلي عملية حيتس هبشان سهم البشان والتي استمرت عدة أيام وشملت ضربات واسعة النطاق في سورية واستهدفت بضربات جوية متكررة 320 هدفا استراتيجيا من دمشق إلى طرطوس من بين الأهداف التي جرى تدميرها طائرات ميغ 29 مواقع إنتاج أسلحة مستودعات ذخيرة صواريخ سكود صواريخ كروز طائرات بدون طيار طائرات ومروحيات قتالية أنظمة رادار وحظائر أسلحة وفي هذا كله رسالة واضحة مفادها بأنه ممنوع تسلح النظام الجديد في سورية إذا كان الصمت خيار الدولة السورية فمؤكد إنه ليس خيار السوريين تدرك القيادة الجديدة في دمشق من دون تكرار أسطوانة النظام السابق الرد في الوقت المناسب أن مهمتها الأساسية تحرير سورية من نظام الاستبداد انتهت ومهمتها اليوم بناء الدولة السورية الجديدة من ركام المرحلة السابقة والشرط الشارط لبناء سورية رفعها عن قائمة العقوبات وأي احتكاك مع الجانب الإسرائيلي يعني بقاء العقوبات الأميركية على البلد برمته من خلال عقوبات قيصر قد تكون استراتيجية الصمت والصبر والتجاهل صحيحة من الدولة رغم أن تصريحاتها في إطار القانون الدولي ليست ممسكا عليها وفي المقابل ليس صحيحا صمت أبناء الوطن الذين يستقوي بهم العدو كردا ودروزا على المجتمع أن يتحرك دعما لوحدة دولته تماما كما حصل في قرى درعا التي استهدفتها اعتداءات إسرائيلية فمطلوب وضروري أن تخرج أصوات سورية درزية تدين وترفض التصريحات العدوانية والاعتداءات على الأرض وهذا يساعد الحكومة في استراتيجية الصمت ولعل أدق تعبير بشأن العدوان كان للوزير الأسبق فاروق الشرع الذي قاد المفاوضات السورية مع الإسرائيليين في التسعينيات عندما قال إن هدف الاعتداءات غداة هروب بشار كسر معنويات السوريين في هذه اللحظة الحساسة وأعتبر أن لا مبرر لها بعد خروج القوات الإيرانية ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل وتحمل مسؤوليته تجاه هذا التصعيد وقال إن الوضع المنهك الذي خلفه نظام بشار الأسد لا يسمح بالرد على هذه الاعتداءات مؤكدا أن الأولوية هي لإعادة البناء والاستقرار في البلاد يحفل أرشيف يوتيوب بتصريحات فيديو لقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع عن تحرير الأقصى وليس الجولان فقط فضلا عن حديث أرفع مسؤول شرعي في هيئة تحرير الشام الشيخ مظهر الويس عن طوفان الأقصى ويدرك الإسرائيلون أن هذا لا يعبر عن هيئة تحرير الشام فقط بل هو إجماع سوري من أيام الشيخ عز الدين القسام ابن جبلة إذا كان الصمت خيار الدولة فمؤكد أنه ليس خيار الناس