العراق محاولات للنأي بالنفس عن تداعيات صدام إقليمي

٣ مشاهدات

في مطلع شهر أبريل (نيسان) الحالي، تبادل رئيس الوزراء محمد السوداني التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطوة أثارت حفيظة بعض المحسوبين على الفصائل المسلحة، لكنها حظيت بترحيب الاتجاهات التي تعتقد أن علاقات «جيدة ومتينة» مع «الشقيقة» و«الجارة» تخدم المصالح الاستراتيجية العليا للبلاد، وتصب في مسار استقرارها في ظل التحولات الإقليمية العاصفة التي تشهدها المنطقة. غير أنه بعد أسبوع واحد من «تبادل التهاني» بين قيادتي البلدين، أطلقت إيران سلسلة من التحذيرات الصريحة والمباشرة إلى عدد من «دول الجوار»، ومن ضمنها العراق، محذّرة من «عواقب وخيمة» في حال ساندت هذه الدول أي هجوم أميركي محتمل ضدها.

صحيح أن علاقة «الود» المتمثّلة بسياق «التهاني» تبتعد كثيراً عن لغة التهديد التي أطلقتها القيادة الإيرانية في طهران، فإن ذلك، لا يعني بأي حال من الأحوال أن رياح الود العراقية، تحوّلت على عجل لتهبّ على «الجار» الغربي سوريا، بعدما هبّت لأكثر من عقدين على «جارها» الشرقي إيران.

إلا أن هناك أمراً مؤكداً، قد يحدث، أو حدث بالفعل، بالنسبة لواقع أن طهران - بعد تعرضها لسياسة الضغوط الأميركية القصوى - صارت «تخشى» من أقرب حلفائها، كما باتت بغداد أكثر جرأة في إثبات أنها غير «تابعة» لمحور إيران.

وفي إطار مواجهة نادرة الحدوث بين بغداد وطهران، هاجمت الأخيرة قبل نحو أسبوعين، بغداد بعدما اتهم وزير النفط العراقي إيران باستخدام وثائق عراقية مزوّرة لتهريب النفط. وعلى الأثر، سارع وكيل وزير النفط الإيراني إلى أن القول، إن «المعلومات التي طرحتها بغداد غير مكتملة، وتأتي في سياق إثارات شريرة».

وحتى إذا أمكن تنحية «المناوشات» الكلامية بين بغداد وطهران جانباً، لا يمكن وفق مراقبين، التغاضي عن «استراتيجية الهدوء» التي تمارسها أجنحة إيران العسكرية في العراق، وهو هدوء فرضه «الراعي الإيراني» لتلافي التصعيد الأميركي وتجنب شروره. وهذا مؤشر على مسار جديد لجهة التحدّي الذي تفرضه تلك الجماعات على الدولة العراقية وحكوماتها المتعاقبة، قد يفضي لاحقاً إلى طي صفحته وتخلص العراق من أكلافه.

وليس الهدوء وحده ما شكل

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع الشرق الاوسط لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم