جديد الفرنسي جيرمي كلابِن: سينما الخيال الجامح

عبد الكريم قادري

استمع إلى الملخص

انتصر المخرج والسيناريست الفرنسي جيرمي كلابِن (1974)، بجديده في هذه الأثناء على الأرض (2024)، للخيال الجامح، وأضع الخيال العلمي بين مزدوجين، الموضوعة في التعريف بنوعه السينمائي. سبب التحفظ عائدٌ إلى أنّ التصنيف لا يعكس ماهية الفيلم، لأنّه لا يستند إلى مقاربات علمية لخلق دراميّته وأسلوبه الفني. وبالتالي، يسقط التصنيف المذكور لاقترابه من مفهوم الفانتازيا أكثر من أي شيء آخر.

خلق كلابِن خيالاً جامحاً، ابتعد به عن سياقات السينما الفرنسية، التي يعتمد مجملها على النمط الدرامي والبوليسي، وعلى أنواعٍ أخرى قريبة من بعضها، لكنّها لا تجازف بأفلام الفضاء الخارجي لأنّها مُكلفة، ولا تستطيع أنْ تنافس بها سينما هوليوود في هذا المجال. ذهب إليه بذكاء، بتوظيف مُقتضيات الفضاء، وربطه بطريقة بسيطة بهواجس الإنسان وهمومه على الأرض، عبر إلسا (ميغان نورثام): شابة (23 عاماً) تعيش ضياعاً وحزناً وجموداً، بعد فقدانها شقيقها فرانك (يوان جيرمان) قبل ثلاث سنوات، أثناء قيامه بمهمة فضائية، فواحدهما قريبٌ جداً من الآخر، ما جعل التقبّل والرضى صعبين جداً عليها.

لكنْ، بطريقة ما، تتواصل معها كائنات فضائية، تُخبرها بأنّ شقيقها محتجز عندها، ولإطلاق سراحه، عليها تقديم خمسة قرابين من البشر لها، باتّباع مسار معين في الغابة، يُعلَّم