إعادة التهيئة تخرب شوارع تنغير
تحولت مدينة تنغير، التي تزخر بتاريخ عريق وثقافة غنية، إلى ما يشبه “ساحة حرب” بحسب عدد من ساكنتها، فقد تسببت أشغال تأهيل قنوات الصرف الصحي المتعثرة في تحويل الشوارع والأزقة إلى متاهة من الحفر المفتوحة والأتربة المتطايرة، ما يعرض المواطنين للخطر اليومي.
عبد الرحمان أمزيل، من ساكنة تنغير، قال إن المدينة تعيش أزمة حقيقية تتفاقم يوما بعد يوم، إذ تحولت أحياؤها وشوارعها إلى ما يشبه “منطقة منكوبة” بسبب تعثر أشغال تأهيل البنية التحتية وقنوات الصرف الصحي، مشيرا إلى أن “هذا المشهد المؤسف دفع بالساكنة المحلية إلى وصف مدينتها بـ’القرية المنسية المهمشة’، وسط غياب أي تدخل حاسم من الجهات المسؤولة”، وفق تعبيره.
وأضاف أمزيل في تصريح لهسبريس: “لم نعد نتحمل هذا الوضع الكارثي. المدينة تشهد الأشغال أسابيع قبل شهر رمضان، كما أننا نعيش وسط غبار متطاير وحفر مفتوحة في كل مكان”، وزاد: “أصبحنا نخشى على أطفالنا من السقوط في هذه الحفر، خاصة في الليل حيث تنعدم الإنارة في معظم الشوارع”.
وتكشف جولة ميدانية في أرجاء المدينة حجم المعاناة التي يتكبدها السكان يوميا، فالشوارع الرئيسية مقطعة الأوصال، والأزقة الفرعية تحولت إلى متاهات ترابية يصعب اجتيازها، فيما تركت الشركات المنفذة للمشروع أكوام الرمال ومواد البناء متناثرة في كل مكان دون أدنى احترام لسلامة المواطنين.
من جهته قال أحمد أبرغوز، فاعل جمعوي وأحد سكان المدينة: “لم تقتصر المعاناة على الجانب الصحي والاقتصادي فحسب، بل امتدت لتشمل جوانب أخرى من الحياة اليومية؛ فقد أصبح التنقل داخل المدينة أشبه برحلة استكشافية محفوفة بالمخاطر، خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يجدون صعوبة بالغة في التحرك وسط هذه الفوضى”، ملتمسا من الجهات المختصة التحرك من أجل إنهاء هذه المعاناة.
وأضاف المتحدث ذاته أنه “في ظل هذا الوضع المتردي يتساءل السكان عن دور الجهات المسؤولة في مراقبة سير الأشغال ومحاسبة الشركات المتقاعسة عن إنجاز المشروع في الآجال المحددة، ويطالب العديد منهم بتدخل عاجل من السلطات المركزية لإنقاذ المدينة من هذا الوضع الكارثي”، مشيرا إلى أن “الأشغال تم تقسيمها
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على