انتصار غزة أخلاقيا
انتصار غزة أخلاقياً
/> صمود غزال صحافية فلسطينية لاجئة في لبنان. من فريق موقع العربي الجديد قسم السياسة. 26 يناير 2025 + الخط -لا تزال غزة تخطف أنظار العالم، ولكن هذه المرّة ليس بسبب القصف أو الدمار، بل بسبب مشهد أخلاقي فريد: مشهد تبادل الأسرى الذي أعاد تعريف مفهوم النصر.
في يوم السبت، شهدت غزة حدثًا بدا وكأنه مقتطع من فيلم هوليوودي محكم الإخراج. سيارات حديثة تابعة لكتائب القسام وسرايا القدس، تنظيم محكم ومشهدية تفوق التوقعات. أربع مجندات إسرائيليات - دانييل غلبوغ، وليري إلباغ، ونعمة ليفي، وكارين أرئيف - ظهرن بصحة جيدة وبمظهر أنيق، ووقفن على منصة تسليم الأسرى، يلوحن للحشود بابتسامات واضحة. لحظة كانت فيها التساؤلات أكثر من الإجابات حول أخلاقيات التعامل مع الأسير، ليس فقط من زاوية عسكرية، بل إنسانية أيضًا.
المشهد، الذي تخللته مظاهر طوفان شعبي واحتفالية، بدا وكأنه تبادل بين دولتين. أظهر المقاومة الفلسطينية في صورة غير تقليدية، وكأنها تقول للعالم: نحن نعرف كيف ننتصر، لكننا نعرف أيضًا كيف نعرض انتصاراتنا بأخلاق.
وعلى الطرف الآخر، كان الأسرى الفلسطينيون المحررون يبدون وكأنهم انبعثوا من الرماد. كلمات الأسير محمد العارضة، حين قال: الحرية أجمل من أي شيء، أضافت بُعدًا إنسانيًا عميقًا. بينما وصف أحد الأسرى القائد يحيى السنوار بـرتبة السنوار، مُعيدًا الاعتبار لرمزية القيادة في وقتٍ يتصاعد فيه الشوق إلى الرموز.
تكلل حفل النصر بمشاهد قديمة للقائد السنوار وهو يقول: للحرية الحمراء باب، بكل يد مضرجة يُدق، ليؤكد أن الحرية لا تتحقق إلا بالتضحية. كانت تلك مشاهد مختلفة البُعد، تتناغم مع توقيت واحد، من صنع المقاومة، مفادها أننا انتصرنا بأخلاقنا.
معركة الأخلاق: قلب الرواية الفلسطينية لم يكن هذا مجرد عملية تبادل أسرى، بل كانت معركة متكاملة على جبهة الصورة والرواية الأخلاقية. الفلسطينيون نجحوا في تقديم أنفسهم كمقاومين يحترمون الإنسانية، في مواجهة احتلال يسعى دائمًا لتشويه صورتهم. هذه الرسالة لم تكن موجهة للإسرائيليين فحسب، بل للعالم أجمع، الذي رأى كيف يمكن للنضال أن يلتزم بالقيم
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على