إكراهات العيد تختبر الجنوب الشرقي

٣ مشاهدات

في الجنوب الشرقي للمغرب لا يزال عيد الفطر، على غرار عيد الأضحى، يشكل محطة روحية واجتماعية مقدسة تحيي فيه النفوس قيم التضامن وصلة الرحم.

غير أن هذه الطقوس العريقة باتت تواجه تحديات متزايدة، بفعل عدة إكراهات، من بينها غلاء الأسعار، الذي أنهك جيوب الأسر، وكذا زحف التكنولوجيا الحديثة، التي غيرت أنماط التواصل والعلاقات حتى باتت “اللمة العائلية” مهددة بالتآكل.

ويصر سكان الجنوب الشرقي، في ورزازات وزاكورة وتنغير، والرشيدية وطاطا وفجيج ومناطق أخرى، على التمسك بجذورهم الاجتماعية والروحية، متحدين واقعا صعبا فرضته التحولات الاقتصادية والاجتماعية، في محاولة للحفاظ على ما تبقى من “نكهة” العيد القديمة حيث الدفء العائلي والبساطة والفرح الجماعي.

في الأسواق الشعبية يعاني التجار والمواطنون على حد سواء من موجة غلاء طالت كل شيء، من أسعار الملابس والحلويات والخضر واللحوم إلى مستلزمات الضيافة، حيث يقول الحاج إدريس بنعيسى، تاجر تقليدي بمدينة ورزازات، إن “الناس باغيين يفرحو، ولكن الجيب خاوي… رغم ذلك كاين اللي كيتسلف باش يدير الفرحة لأولادو نهار العيد”.

من جهته، قالت نعيمة بعدي، متخصصة في بيع الحلويات بمدينة تنغير، إنه موازاة مع عيد الفطر يلاحظ تراجع واضح في الإقبال على المنتجات المحلية التقليدية مثل “الفقاص” و”كعب الغزال” المصنوع منزليا لصالح حلويات جاهزة تغزو المحلات التجارية.

وأضافت المتحدثة، في تصريحها لهسبريس، أن عوامل عدة تساهم في اندثار عدد من العادات والتقاليد القديمة الخاصة بالعيد، مضيفة أن ذلك يظهر تحولا في أنماط الاستهلاك، لكنه لا يمنع العديد من الأسر من التمسك بطقوس العيد الأصيلة.

من جهة أخرى، يرى عدد من الشباب في مقتبل العمر أن وسائل التواصل الحديثة فرضت نفسها كبديل عن اللقاءات العائلية، حيث أصبحت رسائل “عيد مبارك” عبر “واتساب” و”فيسبوك” تحل محل الزيارات الفعلية، مما أفقد المناسبة جزءا من حميميتها، رغم أن هناك من يرفض هذا التحول.

وفي هذا السياق يقول عبد الله أمزان، شاب من زاكورة، “أنا كنفضل نمشي نزور العائلة ونشرب أتاي معاهم، ماشي غير نبعث إيموجي ديال التهنئة”، ملتمسا من الشباب التشبث بتقاليد وعادات

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع هيسبريس مغربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم