العنف يتربص بالمؤسسات الصحية حوادث تستدعي الحلول الجذرية

واحدة

لم تكن واقعة تبادل الضرب والجرح بين دركي وممرض وسط مركز صحي بقلعة السراغنة لتمر دون أن تفتح جراحا قديمة لنزيف متجدد، إذ إن هذه الحادثة ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من التصادمات التي كشفت عن خلل عميق في تعاطي المجتمع مع المنظومة الصحية؛ بل وفي تعاطي المنظومة ذاتها مع أزماتها الداخلية.

كما أثار تسريب مقطع فيديو يوثق لواقعة المصارعة داخل المركز الصحي حالة من الصدمة والدهشة من هول الضربات واللكمات وحركات “الجيدو”؛ ففي الوقت الذي يفترض أن تكون فيه المرافق الصحية أماكن لتقديم الرعاية والراحة، أصبحت العديد منها مسرحا لمشاهد العنف الذي لا يقتصر على الألفاظ الجارحة أو التهديدات اللفظية، بل يتعداها الأمر إلى اعتداءات جسدية تطال أطباء وممرضين.

بين الإحباط المتراكم لدى الأطر الصحية واليأس المتزايد لدى المرضى، تفجرت حالة من الانزياح الأخلاقي، وأصبح العنف لغة مشتركة يعكس أزمة اجتماعية واسعة بأبعاد نفسية واقتصادية وقانونية، تتطلب معالجة شاملة.

أسباب متعددة

عبد اللطيف أهنوش، الكاتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين بجهة بني ملال-خنيفرة، قال إن العنف بالمراكز الصحية والمستشفيات ظاهرة قديمة وليست وليدة اليوم، مشيرا إلى جملة من الأسباب التي أدت إلى تفاقمها؛ من بينها تحميل الأطر الصحية تبعات الإخفاقات.

وأورد أهنوش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن إصدار أحكام قضائية مخففة يشجع العديد من المرتفقين على التنفيس عن غضبهم تجاه المنظومة في وجه الممرضين وتقنيي الصحة، لا سيما في ظل ضعف التجهيزات والأدوية، خاصة بالمراكز الصحية والمستعجلات والمصالح الحيوية بعدد من المدن والأقاليم.

وقال عضو المكتب الوطني للنقابة المستقلة للممرضين إن المؤسسات الصحية تعيش أزمة دواء غير مسبوقة، مسجلا انهيارا حادا في مخزون الأدوية خلال السنوات الثلاث الماضية، لافتا إلى أن الكمية التي كانت تسد حاجيات ثلاثة أشهر صارت تخصص لستة أشهر أو سنة كاملة؛ الشيء الذي يضع الأطر الصحية بكل فئاتهم في خط المواجهة الأول مع المواطنين.

وأوضح الفاعل النقابي أن أغلب المراكز الصحية والمستوصفات بجهة بني ملال خنيفرة، على سبيل المثال، تفتقر إلى وجود حراس أمن،

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع هيسبريس مغربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم