محافظة الزبير تثير جدلا في العراق
أثار مقترح بتحويل أحد أقضية البصرة (جنوب العراق) إلى محافظة جديدة، جدلاً سياسياً حول تغييرات إدارية في البلاد بالتزامن مع انطلاق التحضيرات لانتخابات برلمانية نهاية عام 2025. وكانت كتلة «صادقون» التي تمثل فصيل «عصائب أهل الحق» في البرلمان، قد جمعت توقيعات مشرعين لتحريك طلب بتحويل مدينة الزبير في البصرة إلى محافظة. وتداولت وسائل إعلام صورة الطلب الموقَّع باسم النائب رفيق الصالحي وعشرات آخرين، وجاء فيها أن «مقومات إعلان محافظة جديدة، من عدد السكان والموارد، متوافرة في الزبير». وتضم الزبير حقل نفط يُنتج نحو 200 ألف برميل يومياً، وهي نقطة عبور تجارية مهمة بسبب حدودها مع الكويت، ومنها إلى دول الخليج العربي.
البصرة تعارض المقترح
وعارضت حكومة البصرة المقترح بشدة، وقال المحافظ أسعد العيداني إنه «لن يسمح بتقسيم المحافظة لأنها ليست مجرد وحدة جغرافية، بل مركز ثقافي وفكري عميق، معتمداً على رموز تاريخية شكَّلت هويته».
ووصف مزاحم التميمي، شيخ قبيلة تميم في العراق، ومركز ثقلها في البصرة، مقترح تحويل الزبير إلى محافظة بأنه «جريمة كبرى ومؤامرة خطيرة تستدعي الوقوف ضدها». ورفض عضو مجلس البصرة، علي عدنان، المقترح «بشكل قاطع»، وقال في تصريح صحافي إن «محاولة فصل الزبير تأتي ضمن صراع انتخابي يهدف إلى إثارة الرأي العام»، في إشارة إلى انطلاق التحضيرات الحكومية والحزبية للاقتراع العام المقرر إجراؤه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2025. وقال النائب عن البصرة، غسان العيداني، إن جمع التوقيعات لتحويل قضاء الزبير إلى محافظة، لا يندرج ضمن صلاحيات مجلس النواب، مشدداً على أن القرار يعود إلى مجلس البصرة. ودعا العيداني في تصريح صحافي، مجلس النواب العراقي إلى «الالتزام بالمسارات القانونية والدستورية في مثل هذه القضايا». وسبق أن طالب مسؤولون وناشطون في الزبير بتحويل المدينة إلى محافظة، وهددوا قبل سنوات باللجوء إلى المحكمة الاتحادية في حال عدم تمرير الطلب المقدم منذ عام 2006، لكن الحكومة الاتحادية لم ترد عليه.
ويأتي إحياء المقترح هذه الأيام مع تصاعد محاولات حزبية لإقامة إقليم شيعي يضم
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على