في تنافس مطابخ حلب ودمشق على السياسة والنفوذ

٢٣ مشاهدة

في تنافس مطابخ حلب ودمشق على السياسة والنفوذ

آراء

أحمد غنّام

/> أحمد غنّام صحفي سوري في اسطنبول، باحث في الشأن التركي. 24 يناير 2025 alt="حلب ودمشق"/>+ الخط -

كثيرا ما يُسمع عن التنافس بين الجارتين حماة وحمص على حلاوة الجبن، وهو تنافس مشروع، لكن لا أحد من الطرفين يعلّل موقفه، سواء بدعمه بأدلة تاريخية أو بأدلة تعتمد على الطعم والمذاق. قد ينطبق الحال على كل توأمين، كما الحال بين منسفي السويداء ودرعا مع مراعاة عدم حدّية التنافس، رغم وجود تقاطعات وتداخلات ديمغرافية ومشتركات كثيرة تفرضها البيئة الجغرافية.

لكن ما هو لافت ما يحصل من تسابق بين مدينتي حلب ودمشق، فواحدة ذهبت بالثقل السياسي فكانت هي العاصمة، حيث تَؤمُّها الوفود الدبلوماسية ويقطنها أصحاب القرار والهيبة. والأخرى (حلب) تفردت بالتجارة، وذهبت إلى الاستئثار بالثقل الاقتصادي، وهذا من أهم دعائم السياسة وروافعها.

إذن، ثمّة سباق بينهما نحو القوة والنفوذ، قوة اقتصادية وأخرى سياسية، بيد أنه لا يجري الجهر به، كما التنافس بشأن حلاوة الجبن. والسؤال هنا ما إذا كان هذا السباق مشروعاً يأخذ إلى حالة تكاملية أم أنه يورث التخاصم والتزاحم، فحينما ننظر إلى الثقل التاريخي وما تحمله المدينتان من بعد تاريخي وحضاري، ستدهش لوجود توازن بينهما، إذ لا غلبة لإحداهما على الأخرى. قد نرغب بإرجاع الأمر إلى المواريث التاريخية، فنجد عند كلتيهما المسجد الأموي، والأسواق العثمانية المسقوفة، ومحطّات السكك الحديدية العثمانية والتكايا والزوايا والطرق الصوفية، ومجالس العلماء القديمة، وتجد لهما تاريخاً عميقاً في الحواضر السياسية لدويلات تشكلت وانتهت في حقبة ما، لكن دمشق تنفرد بأنها كانت عاصمة للأمويين، تلك الدولة التي تحمل الكثير من الرمزية الدينية والسياسية في عالمنا الإسلامي. وهنا لا يمكن إغفال ما لحلب من أهمية سياسية في الدولتين السلجوقية والحمدانية، فإن حدّثتك نفسُك بإمكانية التفاضل بينهما على أساس غنى المأكولات وجودة المطبخ، فإنك تُفاجأ بحجم التقارب والمشتركات في كثير من المأكولات بين مطبخي المدينتين، إذ لا يمكنك أن تعلي من شأن محاشي حلب على حساب محاشي دمشق،

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم