كيف أثرت المغامرة غير المحسوبة لتحالف حارس الازدهار على هيبة وقدرات البحرية الأمريكية
“حملة البحر الأحمر عجزت عن تحقيق هدفها المعلن ما جعل الولايات المتحدة تبدو عاجزة في أحسن الأحوال”، هكذا علّقت نائبة مدير الاستخبارات الأمريكية السابقة “بيث سانر” في مقال لها نشرته بصحيفة فورين بوليسي قبل أمس، في تقييمها لعمليات تحالف حارس الازدهار بعد مرور أكثر من عام على تشكيله، وقرابة عام كامل من عدوانه المباشر على اليمن.
تعتبر المعارك البحرية في البحرين الأحمر والعربي بين القوات المسلحة اليمنية وتحالف”حارس الازدهار” أحد أهم المعارك البحرية في العصر الحديث، بحيث أنها أخذت مساحة كبيرة في النقاشات والتداولات السياسية والعسكرية والإعلامية على مستوى العالم، وما زاد من أهميتها لدى المتخصصين والمهتمين هي أنها حدثت بين أقوى قوتين بحريتين في العالم(الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) من جهة، وبين اليمن المثحن بالصراعات والحروب والحصار الاقتصادي من جهة أخرى.
ففي الوقت الذي كان الجميع يتوقع حسم تحالف حارس الازدهار للمعركة بأسرع وقت وأقل تكلفة، حدث أمر مغاير لم يكن يتوقعه أحد، فالأهداف التي جاء التحالف من أجلها لم تتحقق، بل إن نسبة تحقيقها كانت تبتعد كل يوم، ليصل الأمر في النهاية إلى هروب القطع العسكرية البحرية التابعة للتحالف بعد أن أصبح تواجدها في مسرح عمليات القوات المسلحة اليمنية غير آمناً.
شكّلت الولايات المتحدة تحالف حارس الازدهار بغرض كسر الحصار البحري الذي فرضه اليمن على الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر للضغط على الكيان الإسرائيلي لإيقاف عدوانه وحصاره على قطاع غزة، وقد تكفلت الولايات المتحدة بهذه المهمة لإفساح المجال للكيان الإسرائيلي للتعامل مع جبهتي غزة ولبنان، حتى لايتشتت الكيان بأكثر من جهة، ولكن القوات البحرية للتحالف فشلت في تأدية مهامها، إذ أن الحصار البحري اليمني على الكيان الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي مازال قائماً حتى اللحظة، بل إنه اتسع ليشمل الملاحة البحرية لأمريكا وبريطانيا بعد أن شنتا عدواناً مباشراً على اليمن في بداية يناير 2024.
إن مجرد إطلاق القوات المسلحة اليمنية للصواريخ والمسيّرات نحو القطع العسكرية التابعة للبحريتين الأمريكية والبريطانية، مثّل صدمة حقيقية لكل دول العالم شعوباً وحكومات، إذ
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على